السؤال
في العديد من الآيات الكريمة يأتي عطف الأرض بالإفراد على السموات بالجمع. فما الحكمة من ذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
في العديد من الآيات الكريمة يأتي عطف الأرض بالإفراد على السموات بالجمع. فما الحكمة من ذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلفظ السموات، ورد في القرآن مجموعا ومفردا، وأما لفظ الأرض، فلم يرد في القرآن إلا مفردا، ولذا اختلف العلماء في سبب ذلك على أقوال:
القول الأول: أن السموات جمعت، لأنها سبع، والأرض أفردت، لأنها واحدة، وحملوا قول الله تعالى: الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن [الطلاق:12]. على أن الأرض كرة واحدة منقسمة إلى سبعة أقاليم.
القول الثاني: أن نسبة سعة الأرض بالنسبة إلى السموات كحصاة في صحراء، فالأرض وإن تعددت كالواحدة بالنسبة للسموات، فاختير لها اسم الجنس.
القول الثالث: أن الأرض هي الدنيا، والله تعالى لم يذكر الدنيا إلا مقللا لها، وأما السموات فليست من الدنيا، ولا يخفى ما في هذا القول!!، فإن كان المراد بالدنيا ما يفنى؟ فالأرض والسماء خلقتا في وقت واحد، وتفنيان في وقت واحد، قال تعالى: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار [إبراهيم:48]. وإن أريد بالدنيا غير ذلك، فهذا إطلاق غير معهود.
القول الرابع: أن المقصود بالأرض السفل والتحت لا ذات الأرض، وهما (السفل والتحت) مما لا يجمع لفظه، ولذلك قالوا: لو أراد المتكلم قطعا بعينها من الأرض صح الجمع، ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم-: من أخذ شبرا من الأرض ظلما، طوقه من سبع أرضين يوم القيامة. متفق عليه، ولما رواه النسائي وغيره في الحديث القدسي: "... لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله.
والله أعلم.