التفكير في الجماع هل يدخل ضمن العادة السرية،

0 485

السؤال

أنا شاب في العشرين من عمري، أعاني من مشكلة مع الجنس ذلك أنني أفكر فيه كثيرا عمدا مني لدفع الشهوة التي أجدها، فهل هذا يدخل في حكم العادة السرية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سئلت (اللجنة الدائمة للإفتاء): هل يجوز للشاب الأعزب أن يفكر في الجماع، أعني يتخيل أنه يجامع زوجته وهو لم يتزوج بعد؟ فأجابت: لا يجوز له ذلك؛ لأنه ذريعة إلى ارتكاب الفاحشة، والوقوع في الشر والفساد. اهـ.

وسئلت أيضا: قد تنتاب الإنسان شهوته فيفكر في الجماع كثيرا فينزل منه المني، فهل هذا يدخل من ضمن العادة السرية، هذا أمر. وإذا كان يفكر في الجماع لينزل المني فيشعر باللذة فهل هذا من قبيل العادة السرية أيضا؟ فأجابت: إذا عرضت للإنسان خطرة ففكر في الجماع عفوا فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى؛ لما في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها. وفي رواية: ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم". لكن على من فكر فأنزل من تلذذه بالفكرة أن يغتسل؛ لأن حكم الجنابة قد تعلق به والحالة هذه. أما إذا كان يعمد إلى هذا التفكير ويستجلبه بين الحين والآخر فهذا لا يجوز، ولا يليق بخلق المسلم، وينافي كمال المروءة. وعلى المسلم أن يكف عنه ويشتغل بما يصرفه عن إثارة شهوته بما ينفعه في دينه ودنياه، على أن تعمد الإثارة بغير الطريق المشروع مضر بالصحة في البدن والعقل، ويخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه. اهـ.

ثم نلفت نظر السائل إلى أن مثل هذا التفكير لا يدفع الشهوة، كما ذكر في سؤاله، بل يزيدها ويؤججها، ثم إنه قد ينقلب إلى عزيمة، والعزائم مما يؤاخذ به الإنسان.

فقد نقل السيوطي في حاشيته على سنن النسائي، عند حديث: "إن الله عز وجل تجاوز لأمتي ما وسوست به وحدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به" عن العز بن عبد السلام قوله: الذي في النفس على قسمين: وسوسة، وعزائم. فالوسوسة هي حديث النفس وهو المتجاوز عنه فقط، وأما العزائم فكلها مكلف بها. اهـ.

ثم ليعلم السائل أن أكثر العلماء على حرمة أن يجامع الرجل زوجته وهو يتخيل امرأة أخرى، بل عده بعضهم نوعا من الزنا !! كما بيناه في الفتوى: 15558 .

وقد سبق لنا بيان دواء داء التفكير في الجنس، وكيف يسيطر الشاب على غريزته، وذلك في الفتويين: 35373، 98177. كما سبق أن سقنا في الفتوى رقم: 132647 كلاما نفيسا لابن القيم عن أهمية حراسة الخواطر وحفظها، وكيفية الوصول لذلك. فراجعها للأهمية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة