التحذير من أهل الضلال من النصح للأمة

0 381

السؤال

عند ما يتوفى الله أحد الأشخاص الذين يجاهرون بمعاداة الإسلام ويحرصون على الكيد له وللمسلمين سواء بكتاباتهم أو حواراتهم، أو بالأفكار التي يطرحونها والتي تشكك في ثوابت الإسلام، دائما ما يثار تساؤل حول صحة ذكر ما فعلوا وأجرموا وبين حديث: "اذكروا محاسن موتاكم" الذي قرأت أنه حديث ضعيف.
فنرجو توضيح الرأي الشرعي في هذه المسألة، وما إذا كان الشعور بالفرح لموت أمثال هؤلاء حلال على اعتبار أنهم يحاربون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن صح فيه هذا الوصف من مجاهرته بمعاداة الإسلام، والحرص على الكيد له وللمسلمين، فليس بمسلم وليست له حرمة، بل هو من أعداء الله.

وبيان سوء حاله وعوار كتاباته ومخالفتها للإسلام ـ من النصيحة الواجبة لله ولرسوله ولكتابه ولعامة المسلمين وأئمتهم.

ولا يزال أئمة المسلمين يبذلون هذه النصيحة بالتحذير من الضلالات وأنواع الزندقة والبدع المكفرة وغير المكفرة، ويبينون حال أصحابها؛ أداء للأمانة، وإبراء للذمة، ونصحا للأمة. وانظر الفتوى:56482.

وأما الفرح بموت أمثال هؤلاء، فحسنة وفضيلة تدل على إيمان صاحبها، فقد فرح النبي صلى الله عليه وسلم بقتل أبي جهل وكعب بن الأشرف؛ لما كان لهما من جهد مشهور في محاربة الإسلام ومعاداة المسلمين.

ولما ذكر الذهبي قصة ذبح خالد القسري للجعد بن درهم يوم الأضحى علق عليها بقوله: هذه من حسناته، هي وقتله مغيرة الكذاب. اهـ.

وأما حديث: "اذكروا محاسن موتاكم" فضعيف كما سبق بيانه في الفتوى: 102033.

ولو صح لما صح حمله إلا على موتى المسلمين الذين لهم حسنات تذكر، وليس في فضح حالهم نصيحة لعموم الأمة ولا مصلحة راجحة، كحال أهل المعاصي التي لا يتعدى أثرها أصحابها، فإن هذا يكون بموته قد أفضى إلى ما قدم ولا يرجى من هتك ستره فائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة