زكاة راتب سنوات ماضية قبض دفعة واحدة

0 270

السؤال

كنت خارج الدولة ثلاث سنوات، وكان الراتب موقوفا، فلما رجعت حصلت على راتب السنوات الثلاثـ وهو يبلغ النصاب ـ فهل تجب علي الزكاة فيه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كنت تستحق هذا الراتب على الجهة التي تعمل لديها، وإنما امتنع تسلمك له في تلك المدة، لكونك خارج البلاد، وكنت تتقاضى هذا الراتب بصورة شهرية ـ كما هو الواقع ـ فإن هذا الراتب كان دينا مستحقا لك عند الدولة، ويثبت لك في ذمة الدولة جزء من هذا الراتب بمرور كل شهر وعليه، فإنك تحسب ما استحققته من هذا الراتب في الشهور المتتابعة، ثم تعرف الوقت الذي بلغ فيه ما تستحقه لدى الدولة نصابا ولو بضمه إلى ما تملكه من مال، وتجب عليك زكاة هذا المقدار عند حولان الحول الهجري على استحقاقك له، فإن كان قد حال عليه أكثر من حول هجري وهو مستحق لك، فإنك تخرج زكاته لجميع هذه السنين، وما استحققته بعد ذلك في الشهور التالية لبلوغ المال نصابا فهو مال مستفاد من غير نماء الأصل، فتجب عليك زكاة كل قسط منه عند حولان حوله، وإن شق عليك ذلك وأردت أن تزكي الجميع بزكاة الأصل، فلا حرج عليك في ذلك وما زاد فإنه يكون صدقة لن يضيع عليك ثوابها، وانظر لبيان كيفية زكاة المال المستفاد الفتوى رقم: 136553، وما أحيل عليه فيها.

ولبيان حكم زكاة الدين إذا كان على مليء باذل الفتويين رقم: 119194 ورقم: 119205.

ولبيان كيفية حساب الزكاة للسنوات الماضية الفتوى رقم: 121528. وهذا كله على الاحتمال الذي ذكرناه، وهو أنك كنت مستحقا لهذا الراتب كل شهر وامتنع تسلمك له لكونك خارج البلاد.

وأما إن كنت غير مستحق له، وإنما أعطتك إياه الجهة التي تعمل لديها تبرعا بعد عودتك، فلا تلزمك فيه زكاة، وإنما تستقبل به حولا من قبضك له، فإن حال الحول وهو في ملكك، فإنك تزكيه، فتخرج ربع عشره ـ كما هو معلوم.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة