السؤال
رجل يصلي ويخاف الله، ولكنه لا يتورع عن حضور الحفلات ( الأعراس ) وفيها رقص وغناء، ويدع أهله يرقصون أمام الناس وهو لا يبالي، ثم إذا رجع إلى منزله ندم وتاب وعاهد الله ألا يعود، ثم إذا دعي مرة أخرى أجاب إلى الأعراس ثم عاد وتاب ومازال كذلك ؟ما حكمه وهل من توبة ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا أنه لا يجوز للمسلم الحضور إلى الحفلات والأعراس المشتملة على المنكرات، انظر تفاصيل ذلك في الفتاوى التالية أرقامها:
111143، 112204126708، 128720.
وترك الرجل أهله يرقصون في هذه الأعراس يعتبر من المنكر القادح في شهادته. وقد أفتى العلامة الشيخ سيدي عبد الله الشنقيطي بأن الذي يترك زوجته تحضر الأعراس التي تشتمل على المنكرات كاختلاط الأجانب.. أن شهادته باطلة. قال ناظمها:
وتارك زوجته تمشي إلى * لعب الاعراس، وفيها فعلا
ما الشرع منه مانع كالاختلاط مع * الأجانب وذاك ذو ارتباط
بلعب الأعراس في هذا الزمن * فلا شهادة له معه إذن.
وكلما تمت توبة العبد من الذنب بشروطها فإنها مقبولة كما قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. {الشورى:25 }.
وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 5450.
وأما عهد الله فإن كان مجردا من اليمين فقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب الكفارة في الإخلال به.
قال العلامة خليل المالكي في المختصر: وفي أعاهد الله قولان.
ولا شك أن نقض العهد من مساوئ الأخلاق التي حذر منها الإسلام بصفة عامة، فكيف به إذا كان مع رب العالمين، وعلى ترك معصيته، ولذلك فإن الوفاء به يكون آكد والإخلال به أشنع، فعلى هذا الرجل أن يفي بعهده ويتوب إلى الله تعالى، وإذا تاب توبة مستوفية شروطها فليبشر فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وللمزيد انظر الفتوى رقم: 6938.
والله أعلم.