ما المطلوب فعله بعد الاستخارة

0 317

السؤال

إخوتي وأحبتي في الله، نأمل منكم التكرم بالرد على هذا السؤال الذي حيرني منذ ثلاث سنين وقصتي هي:أنا أبلغ من العمر 35 عاما، وموظف في قطاع التعليم، وقد تقدمت لخطبة فتاة لما وجدت فيها من حسن الدين والخلق، ووجدت التوافق فيما بيننا من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، علما أننا في نفس المهنة والتخصص حاسب آلي، وأني مشرف تربوي عليها، وهي تسكن في منطقة تبعد 70 كم عن منطقتي، وأهلنا يعرفون بعضهما وأعرف أهلها وإخوتها. فكان ردها أنها صلت صلاة الاستخارة ولم تر أي شيء أولم تحس بأي شيء تجاهي، وهي خائفة من الموافقة والندم مستقبلا، علما أني رجل والحمد لله محافظ على صلاتي ومعظمها في المسجد ولا أدخن ولا أشرب الخمر، وبدون افتخار لست على أخلاق سيئة، وقد صليت الاستخارة قبل أن أخطبها وقد وجدت ارتياحا تاما. وكررتها أكثر من مرة ولم أجد إلا الراحة تجاهها، وهذا ما شجعني على التمسك بها، وهي رافضة في كل مرة أن أخطبها وبنفس العذر بأنها صلت الاستخارة ولم تر شيئا. وأنا كل مرة أحس أن هناك أملا ولكن حتى تاريخ هذه الرسالة ظل العذر كما هو، ولم أتزوج أو أخطب غيرها، مع العلم أني جاهز ومستعد للزواج من ناحية المسكن ملك خاص مستقل وكل لوازم الفرح، ولم أستطع أن أفكر أو أجرؤ على التقدم لأي فتاة أخرى، مع العلم أن شهادتها في أني لست سيئا، ولكن السبب الوحيد هو الاستخارة التي لم تر فيها شيئا، وهي لم تكن تعرفني شخصيا قبل أن أكلف بالإشراف عليها أي نفس السنة التي خطبتها بعد العمل معها لمدة شهرين، ولم أزرها كمشرف إلا لمرتين ثم خطبتها وكان ما كان. أرجو الرد كيف أني صليت الاستخارة ولم أجد إلا الراحة مع تكرارها أكثر من مرة، وهي صلت الاستخارة ولم تر شيئا ولم تحس بأي شيء. والله يعلم أني لم أخترها إلا لما وجدته فيها من دين وخلق وأني أحببتها بصدق، وقلت لها ليس لي أي شرط إلا واحد وهو الصدق فيما بيننا الذي قل في هذا الزمن، وتمنيت أن تكون أما لأبنائي. نأمل أن ترسلوا لي الرد على إيميلي لأني أخاف قد تنزل على الموقع ولا ألحظها، وأن اختياراتي القادمة تتوقف على ردكم. جزاكم الله عنا ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يشترط في الاستخارة أن يرى الإنسان بعدها رؤيا، وقد تكلم العلماء فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسر الأمر، أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه ؟ والراجح عندنا أن الإنسان يمضي في الأمر بعد الاستخارة ، ولا يترك الأمر الذي استخار فيه إلا أن يصرفه الله عنه، وانظر التفصيل في الفتوى رقم : 123457

فالذي ننصح به هذه الفتاة إن كانت قد رضيت دينك وخلقك أن تقبل بك وتمضي في الأمر بلا تردد متوكلة على الله ، ولا تتعلل بأنها لم تر شيئا بعد الاستخارة، ولتعلم أنها ما دامت صدقت في الاستخارة  فإن الله سيختار لها الخير . فإن أصرت على الرفض فالنساء غيرها كثير، ولعل الخير في غيرها من ذوات الدين والخلق .

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة