السؤال
سمعت من يقول: إنه من السنة للإمام ـ خطيب الجمعة ـ أن يتأخر يوم الجمعة فيأتي قبل الأذان بقليل، ويجلس في الصفوف الأخيرة، ومن ثم يخترق الصفوف إلى المنبر، وقال ـ أيضا ـ إن فائدة هذه السنة أن يبين للناس أنه خطيب الجمعة كي يعرف، فما مدى صحة ذلك؟.وقال لي آخر: أن من الآداب المستحبة للخطيب أن يقف قبل الصعود على المنبر ويصلي على النبي عليه السلام ثم يستأذن النبي عليه السلام في الصعود على المنبر من باب الأدب والتواضع وأن ذلك ورد عن الصحابة، فهل هذا صحيح؟ أم باطل؟.
أفتونا بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسنة: التبكير للجمعة إلا للإمام فالسنة في حقه أن يدخل المسجد بعد دخول وقت الصلاة ثم يصعد المنبر ويستقبل الناس بوجهه ويسلم عليهم ثم يجلس ريثما يؤذن المؤذن ثم يقوم فيخطب.
وأما جلوسه في الصفوف الأخيرة ثم اختراقه للصفوف بعد ذلك وزعم أن هذا ليعلم الناس أنه الخطيب: فلا نعلم ما يدل عليه، بل السنة هي ما قدمناه وانظر الفتويين رقم: 114445، ورقم: 114786.
وأما ما ذكره بعد ذلك من استحباب الوقوف عند المنبر هنيهة واستئذان النبي صلى الله عليه وسلم من باب الأدب معه: فكلام ظاهر السقوط والبطلان، بل هذا من الغلو المذموم القبيح الذي حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منه في مثل قوله: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله. رواه البخاري.
ولا يظن بالسلف الكرام ـ رضوان الله عليهم ـ أن يأتوا بشيء من هذا الغلو المذموم، وهم أحرص الناس على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفة أمره، فعلى المسلمين أن يجتنبوا كل مظاهر الغلو والإفراط وأن يعلموا أن الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم يكون باتباع سنته وتقديم أمره على كل أمر والتحاكم إلى شرعه المطهر في ما دق وجل من الأمور.
والله أعلم.