مخالفة ما يسمى بالعقل الكوني للعقيدة الإسلامية

0 1330

السؤال

في علم النفس هناك ما يسمى بالعقل الكوني. يقولون إنه يحتوي على جميع المعلومات في هذا العالم، فيصف أحد رجال علم النفس مثلا أنك عندما يضيع منك شيء وتقول الدعاء لرد هذا الشيء، وبيقينك بالله فإن عقلك اللاوعي يتصل بهذا العقل الكوني ليخبرك بمكان الشيء الضائع. والسؤال هنا: هل هناك تعارض بين مفهوم العقل الكوني بهذا الشكل مع الإسلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمما يؤسف له أن يتوجه طوائف من المسلمين للتلقي عن الفلسفات والعقائد الباطلة، ولم يكتف هؤلاء بالتأثر بضلال أهل الكتاب، حتى أشربوا كثيرا من تهوكات الملل الوثنية الشرقية كالبوذية. وكأنهم لم تأتهم البينات من ربهم، واضحة جلية، صافية نقية، فأداروا ظهورهم للعقيدة الإسلامية الغراء في بعض جزئياتها وتفاصيلها، لجهلهم بها، فلم يستبدلوا الذي هو أدني بالذي هو خير، بل استبدلوا الباطل بالحق المحض.

 ولا تكاد تمضي مدة قصيرة إلا ويظهر فيها شيء جديد في هذا المجال الزلق، ومن ذلك ما ذكره السائل الكريم  في موضوع (العقل الكلي) الذي يتعارض تعارضا واضحا بل صارخا مع الاعتقاد الصحيح.

 وليس لهذا الهراء اسم واحد بل له أسماء وصور وأشكال متعددة، كالوعي الكوني، أو المجال الأثيري، أو الطاقة الكونية، أو الحقل المورفوجيني .. !! حيث يعتقد البعض بوجود كيان عقلي كوني عملاق، يتحكم بالوجود ويختزن في طياته معلومات لا متناهية، بطريقة لا نعلمها.

وأصل ذلك قائم على العقائد الوثنية الشرقية ـ خاصة البوذية ـ ولا يسعنا في مجال الفتوى التوسع في ذلك ولذلك، فإننا نحيل من يريد التفصيل والبيان على كتابات الدكتورة: فوز بنت عبد اللطيف كردي ـ وهي أستاذة العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بكلية التربية للبنات بجدة، ولها مشاركات مشكورة في هذا المجال ـ وتجد ذلك في موقعها الذي تشرف عليه، وهو موقع: الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه ـ وهو يعد من المواقع المتخصصة، ومن مشاركاتها في هذا الموضوع أطروحتها للدكتوراه، وهي بعنوان: (أصول الإيمان بالغيب وآثاره) وتجد فيها عرضا للمصادر الباطلة لاستمداد معرفة الغيب. وكذلك الانحرافات التي تنجم عن الجهل بالمبدأ في عقيدة الإيمان بالغيب. ومن هذه الانحرافات الناشئة عن جهل الإنسان بالنفس في عقيدة الإيمان بالغيب والمؤثرات الغيبية فيها: الاعتقاد بقوى النفس، والعقل الباطن، والجسم الأثيري، والقول بتأثير النجوم أو الطاقة الكونية.

ولها  أيضا كتاب: (المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها). وكتاب: (الأصول الدينية لتطبيقات الاستشفاء والرياضة الوافدة من الشرق عبر الغرب وخطورتها على معتقد الأمة).

وللأستاذ سامي القدومي: كتاب بعنوان: (الحقيقة الشرعية للبرمجة اللغوية العصبية).

ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين: 128992، 8055.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات