الفرق بين الجهل والكفر والظلم والفسق

0 272

السؤال

يقول خير القائلين: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ـ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ـ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ـ أفحكم الجاهلية يبغون.
فهل الجاهلون أعظم ذنبا من الكافرين والظالمين والفاسقين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكر ابن عاشور في تفسيره: أن لفظ الجاهلية ـ من مبتكرات القرآن وصف به أهل الشرك تنفيرا من الجهل ولذلك يذكره القرآن في مقام الذم في نحو قوله: أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون.{ المائدة: 50 }.

ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. { الأحزاب: 33 }.

إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما. { الفتح: 26 }.

فأهل الجاهلية هم المشركون، ومن المعلوم أن الشرك والكفر درجتهما واحدة.

وأما الظلم والفسق: فقد يطلقان على الكفر المخرج من الملة، وقد يطلقان على المعصية التي لا تخرج من الملة، فمن حكم بغير ما أنزل الله مستحلا له وجاحدا لحكم الله، أو يرى أن حكم القوانين التي وضعهما البشر أحسن من حكم الله، فهو كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة.

وأما من غلبة هواه فحكم بغير الشرع مع اعترافه بالحق، فهو مخطئ آثم ولا يخرج ذلك عن الملة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات