السؤال
سؤالي عبارة عن إعادة لسؤالي السابق الذي سألت عنه في رقم السؤال: 2271276، وهو باختصار عن البول في مكان غير نظيف لا يوجد به ماء: فأنا لا أستطيع الجلوس فيه اتباعا للسنة، ولا آمن على نفسي من الرش، فأنا متأكد من أنه قد يقع علي رذاذ البول ـ أعزكم الله ـ وقد أحلتموني في سؤالى السابق إلى إجابات أخرى لم تكن وافية، فأرجو من حضراتكم أن تنظروا سؤالي السابق رقم: 2271276، وتجيبوني عليه بالتفصيل، وآسف جدا على الإزعاج ـ وللأسف ـ الوسوسة مرض قاتل تجعلني لا أستطيع أن أقوم بصلاتي، فأنا موسوس بعد الطهارة.
أفتوني بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالوسوسة من شر الأدواء وأفتك الأمراض التي تفسد على العبد حياته وتصيبه بالعناء والشقاء، ولا علاج لها إلا الإعراض عنها وعدم الالتفات إلى شيء منها، ومن ههنا، فنحن ننصحك بترك الوسوسة وأن تطرحها وراء ظهرك، وانظر للفائدة حول كيفية التخلص من الوسوسة الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196، وإذا تبين لك ما ذكرناه فإذا أردت أن تقضي حاجتك فاقعد في مكان قضاء الحاجة واقض حاجتك،
وإن وسوس لك الشيطان بأن المكان غير نظيف فأعرض عن وسوسته ولا تلتفت إليها، فإن وجد عندك يقين جازم بوجود نجاسة في المكان، وخشيت أن تصيبك إذا قعدت ولم يكن بإمكانك التحرز من أن تصيبك النجاسة، فإن البول قائما مما لا حرج فيه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أتى سباطة قوم فبال قائما. كما أخرجاه في الصحيحين من حديث حذيفة ـ رضي الله عنه.
وليست إصابتك برشاش البول أمرا محققا، بل من اليسير جدا بقليل من العناية توقي هذا الرشاش.
وإذا شككت في أنه قد أصابك شيء منه، فالأصل أنه لم يصبك شيء، فلا تلتفت إلى ذلك الشك وابن على اليقين وهو بقاء الطهارة، فإذا تيقنت يقينا جازما من أنه قد أصابك شيء من رشاش البول، فاغسل ذلك الموضع الذي أصابه الرشاش ـ بأن تصب عليه الماء ـ وإذا لم يكن معك ماء تستنجي به فإنك تستجمر ـ فتمسح الذكر ثلاث مسحات بالحجر أو ما في معناه ـ كالمناديل الورقية ـ واعلم أن دين الله يسر لا حرج فيه، فلا تشق على نفسك وقد خفف الله عنك.
والله أعلم.