السؤال
أنا طالب أدرس في الخارج، وعمري 17 سنة، قمت بالسفر لأكمل دراستي الجامعية لم أجد من يفتيني في بعض الأشياء:
أولها: أنا مقيم مع عائلة أجنبية مكونة من أم عمرها 56 سنة و ابنها، ويسكن معنا شخصان آخران من دول أخرى.
سؤالي الأول عن الوضوء : أنا دائما عند الخروج من البيت للذهاب إلى الجامعة أتوضأ وأركب السيارة مع المرأة التي أسكن معها حتى توصلني، بالطبع أتكلم معها وأنظر إليها (ليست نظرة شهوة) وإنما من آداب الحديث فقط. فهل يبطل هذا الوضوء؟ والحالة الثانية في بعض الأحيان أخرج معها للتسوق أو لزيارة شخص ما .هل يبطل هذا الوضوء ؟
ثالثا : المدرسون لدينا نساء فهل يبطل الوضوء عند التكلم مع المدرسة أو النظر إليها، وفي الفصل لدينا بنات من دول مختلفة. فهل يجوز التحدث معهن في الدراسة أم لا وهل يبطل الوضوء؟
خلال العطلة أذهب لألعب الكرة مع فريق محلي. هنا أصلي صلاة الظهر وأتوكل ولكن في بعض الأحيان لا أستطيع الرجوع إلى البيت في وقت صلاة العصر لأن المكان بعيد، فهل يجوز جمع صلاة الظهر والعصر أو المغرب والعشاء لعدم وجود مسجد نظرا لأنها دولة غير مسلمة؟ هذا كل شيء. الرجاء منكم مساعدتي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينقض شيء مما ذكرته الوضوء، فإن نواقض الوضوء معلومة، ومنها ما اتفق عليه العلماء، ومنها ما اختلفوا فيه , وانظر لمعرفة المتفق عليه والمخلتف فيه من نواقض الوضوء الفتوى رقم :1795.
وأما جمعك للصلاتين فلا يجوز لهذا السبب الذي ذكرته لأنه ليس من الأعذار المبيحة للجمع، وانظر لبيان الحالات التي تجوز فيها الجمع الفتوى رقم :6846.
واعلم أن الجمع بين الصلاتين من غير عذر يبيح الجمع يعد من الكبائر، وانظر الفتوى رقم : 53951.
فعليك إذا دخل وقت الصلاة الثانية أن تصليها في وقتها , ولا يشترط المسجد لأداء الصلاة، فإن الأرض كلها جعلت لنا مسجدا وطهورا، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم, ففي أي مكان أدركتك الصلاة فعليك أن تصلي ولا تؤخر الصلاة عن وقتها ولا تجمعها مع ما قبلها.
وأما الحديث مع الفتيات فإنه من دواعي الشر وأسباب الفتنة والفساد , ومن ثم فعليك بالتقلل منه ما أمكن , وألا تتحدث إلى إحداهن إلا إذا دعت لذلك حاجة ماسة مع غض البصر منك وأمن الفتنة وثوران الشهوة, وعليك بتقوى الله تعالى والحرص على مرضاته وتجنب مساخطه, فغض بصرك عن النظر إلى النساء، ولا يجوز لك إطلاق البصر يزعم أن هذا من أدب الحديث، فإنه يمكنك أن تعلمها أن دينك يمنعك من النظر إليها، واحذر الخلوة بالنساء سواء في البيت أو في السيارة أو غير ذلك فإنه ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. واجتهد في تعلم أحكام دينك فإن العلم بأحكام الشريعة من أعظم ما يعصم الإنسان من الزلل والانحراف. فعليك بمطالعة كتب وفتاوى العلماء المحققين المعروفين بالحرص على السنة وتعظيمها.
نسأل الله أن يجنبنا وإياك الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم .