السؤال
عندما كنت جالسا على كمبيوتر أخي المحول -لاب توب-أخذت أبحث وأبحث فيه حتى وجدت أفلاما إباحية. وبكل صراحة كان هذا هدفي حتى أشاهدها وأستمتع بها ، وأنا الآن محتار ماذا أفعل فإن مسحتها فأنا لا أحتمل المواجهة معه فهو أكبر مني، وإن أخبرت أبي أو أمي فستحدث مشكلة كبيرة في البيت، وإن نصحته فهو لا يقبل النصيحة أو بمعنى لا يوجد تواصل بيني وبينه. فماذا أصنع بهذا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مشاهدة الأفلام الإباحية شر عظيم وبلاء مستطير قد يجر إلى الوقوع في الفاحشة، قال تعالى:( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا). [الإسراء ]. والمقصود بالنهي عن قربانه اجتناب وسائله، ومن ذلك مشاهدة مثل هذه الأفلام. وراجع الفتوى رقم 3605. وعلى كل حال فالواجب عليك أن تتوب مما فعلت من مشاهدة هذه الأفلام وأن لا تعود لمثل ذلك مستقبلا.
وإن استطعت أن تزيل هذه الأفلام من الجهاز من غير أن يترتب على ذلك منكر أكبر فافعل، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. ولا يمنعنك كون أخيك أكبر منك من أن تزيل هذه الأفلام إن قدرت. وإذا سئلت فلا حرج في أن تنكر أنك فعلت ذلك، ولكن استخدم المعاريض كما فعل إبراهيم عليه السلام حين كسر الأصنام وقال كما حكى الله عنه في كتابه:( بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون).[الأنبياء ]. ومعنى المعاريض أن تستخدم عبارة يفهم منها السامع معنى وتريد بها معنى آخر. وراجع الفتويين: 50158 ،98038.
فإن لم تقدر على إزالتها فانصحه بأسلوب فيه رفق ولين، واصبر على ما قد يصيبك منه من أذى بسبب نصحك له، فقد قال لقمان عليه السلام لابنه:( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور).[لقمان ]. فإن لم تقدر على النصح المباشر فيمكنك نصحه بطريق غير مباشر كأن تشغل بحضوره شريطا لأحد الدعاة المؤثرين وهو يتكلم في مثل هذا الموضوع، وهذا الأسلوب إضافة إلى ما فيه من النصح فإنه قد يكون سببا في إصلاحه وتوفيقه إلى الاستقامة على طاعة الله. وتكون بذلك سببا في هدايته، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فوالله لأن يهدى بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.
وإذا قمت بواجب النصح على الوجه المطلوب فما عليك أن يقبل النصح أولا يقبله، فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب. [الرعد ].
فإذا لم يجد هذا معه فأخبر من يقدر على منعه من المنكر ما لم تخش أن يلحقك ضرر من جهة أخيك.
والله أعلم.