السؤال
السؤال: في المراحيض الإفرنجية التي انتشرت في معظم الأماكن يحدث أنه بعد الفراغ من قضاء الحاجة وعند دفع الماء لتنظيف المرحاض (شد السيفون أو طارد المياه) تتناثر قطيرات صغيرة من الماء على مكان الجلوس من المرحاض والأرضية المجاورة له، ولا يمكن تمييز تأثر هذه القطيرات بالنجاسة من عدمه و قد جرت عادة الناس على عدم الالتفات لمثل هذه الأشياء لكونها قدرا يسيرا و لا يتنبه له في الغالب.
والسؤال: هل هذا يؤثر على طهارة مكان الجلوس من المرحاض والأرضية المجاورة؟
وكذلك قد يدخل بعض الناس لقضاء الحاجة ثم يخرج فيدوس على الأرضية المجاورة للمرحاض ثم يتابع المشي وقد تكون الأرضية المجاورة عليها ماء -بالطبع لن تتغير أوصافه بهذه القطيرات الصغيرة التي تناثرت فيه لكنه قليل- فهل يؤثر هذا على طهارة هذه الأماكن؟
وهل التفكير في مثل هذه الأشياء اليسيرة من قبيل التحرز المحمود من النجاسات أم أنه ضرب من الغلو والوسوسة؟
أفتونا مأجورين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتحرز من النجاسات والاجتهاد في توقيها أمر محمود بلا شك شريطة ألا يخرج ذلك بصاحبه عن حد الاعتدال ويوقعه في الوسوسة، والذي يظهر لنا أنك مصاب بشيء من الوسوسة في هذا الباب فلا ينبغي لك الاسترسال مع هذه الوساوس، بل عليك أن تعلم أن الأصل هو الطهارة وما لم يتيقن وصول النجاسة إليه فإنه باق على طهارته، وأما ما ذكرته عن تلك المراحيض الإفرنجية فهو خلاف ما نشاهده من حالها، ولكن على فرض وقوع هذا فإن تلك القطرات المتناثرة محكوم بنجاستها إن كانت منفصلة عن النجاسة قبل إزالتها، وانظر الفتوى رقم: 121624، فإذا حصل اليقين بأن شيئا من هذه القطرات النجسة قد أصاب موضعا معينا فإنه لا بد من تطهير هذا الموضع. وأما مع الشك فلا يلزم شيء من ذلك لأن الأصل هو بقاء الطهارة ولا يزول هذا اليقين بمجرد الشك، وبه تعلم أنه لا مسوغ للشك في طهارة الأرض المجاورة لمكان قضاء الحاجة ومن ثم الشك في انتقال النجاسة إلى ما عداها لكون من سار عليها قد تنجست رجله بذلك، فكل هذا من الأوهام التي يجب اطراحها والإعراض عنها، وانظر الفتوى رقم: 137549وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.