السؤال
أبي كثير المزاح: فإذا قلت له ـ على سبيل المثال ـ ناولني القارورة، يقول لي: الله يجعلك قارورة، فهل هذا استهزاء؟.
أرجو الإفادة.
أبي كثير المزاح: فإذا قلت له ـ على سبيل المثال ـ ناولني القارورة، يقول لي: الله يجعلك قارورة، فهل هذا استهزاء؟.
أرجو الإفادة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا تريد السائلة أن تقبل النصيحة وتكف عن مثل هذه الأسئلة، وتعرض عن مثل هذه الأفكار والوساوس في أبواب الكفر، خاصة مسألة الاستهزاء، ولذا نكتفي بإحالتها على فتويين مما سبق، وهما الفتويان رقم:
والسؤال المقبول هنا: إنما هو عن حكم هذا الدعاء من الوالد من حيث الحل أو الحرمة لا من حيث الاستهزاء، فنقول: مثل هذا الدعاء ظاهره أنه دعاء على الابنة، وهذا لا يجوز ولو كان على سبيل المزاح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم. رواه مسلم.
ولأن ذلك داخل في الاعتداء في الدعاء وقد نهينا عنه، كما سبق بيانه في الفتاوى التالية أرقامها: 31019، 58303، 111332.
وأما إن كان الوالد يقصد بهذه الكلمة الإلماح لما رواه الشيخان من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأنجشة الحادي: رويدك بالقوارير.
فهذا لا حرج فيه، وليس من الاستهزاء ولا من التعدي، قال ابن حجر في فتح الباري: والقوارير: جمع قارورة: وهي الزجاجة ـ سميت بذلك لاستقرار الشراب فيها. وقال الرامهرمزي: كنى عن النساء بالقوارير لرقتهن وضعفهن عن الحركة. والنساء يشبهن بالقوارير في الرقة واللطافة وضعف البنية. هـ.
والله أعلم.