السؤال
أختي تبلغ عشرين عاما، وهي شابة متدينة تلبس الجلباب وتؤدي فروضها الدينية على أكمل وجه، وتصوم أيام النوافل مثل: شهر شعبان وتخاف الله كثيرا في كل شيء.
ومؤخرا عند ما قوي وزاد إيمانها ـ والحمد لله ـ أصبح لديها وسواس، لا يكف عنها طوال اليوم، هذا الوسواس يجعلها تسأل أسئلة حول الخلق والكون وحياة الآخرة والخلود في الآخرة وما إلى ذلك إلى درجة تكون فيها قلقة طوال اليوم وأحيانا كثيرة تبكي خاصة، لأنها تخاف أن تشرك بالله بسبب الأسئلة التي تراودها، لذا فهي تطلب من الله أن يتوفاها.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن قلق هذه الأخت من تلك الوساوس وخوفها من الشرك، دليل على صلاح قلبها وقوة إيمانها، فعن أبى هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد فى أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. صحيح مسلم.
قال النووي: معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الايمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك، وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه. اهـ
فالواجب على هذه الأخت أن تعرض عن هذه الوساوس ولا تتمادى معها، ولتعلم أن ما غلبها من هذه الوساوس لا مؤاخذة عليها به، والأولى لها أن تسأل الله العافية لا أن تسأله الوفاة، وانظري الفتوى رقم: 129336.
ومن أعظم ما يعينها على التخلص من الوساوس: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجعي في وسائل
التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653 103404، 97944، 3086، 51601.
وللفائدة في علاج القلق تراجع الفتوى رقم: 16790.
والله أعلم.