السؤال
أفيدونا أفادكم الله، إليكم نبذة عن وساوسي ثم أعرض عليكم سؤالي المتعلق تحديدا بغسل جنابة قمت به قبل أربعة أيام، علي أن أشير إلى أني منذ الطفولة حريصة على صلاتي، و لكن أصابتني وساوس في العبادة على مراحل متفرقة من عمري، منها وسوسة في الوضوء سببها تفكيري الدقيق وربط الأمور ببعضها، وأنه لو لم يصح وضوئي لن تصح صلاتي، ثم لن يحفظني الله بآيات التحصين لأني سأكون ممن لم يأخذ بأسباب حفظ الله له، هذا ما يدور في عقلي وأحاول التخلص منه بتذكير نفسي بأن الله سيحفظني برحمته وليس بصحة صلاتي ولكن تعود لي فكرة أني إذا لم أحرص على صحة صلاتي، فإن العين ستصيبني حتى لو تحصنت بالمعوذات، ثم أدخل في مخاوفي من العين، وأنها قد تؤدي إلى تعاستي أو مرضي أو فرقة بيني و بين زوجي لا قدر الله ومثلها من الأفكار المخيفة، وقاومت وسواس الوضوء بفضل الله، و أصبت بوسواس في عدد سجدات وركعات الصلاة وزال بفضل الله، وأؤكد أن الوسواس زاد تضييقه علي بعد أن تم عقد قراني لازدياد خوفي من العين والحسد فاشتد علي بعده وسواس في الطهارة، إن حبي للصلاة و تلاوة القرآن أصبح في الآونة الأخيرة يشوبه التركيز الشديد في أني أريد أن يحفظني الله بذلك من العين والحسد وهذا أمر يشق علي، ويجعل العبادة أصعب مما إذا كنت لا أريد بها سوى الجنة، بدون خوف من العين والحسد سأجد العبادة ستصبح خفيفة على القلب سهلة ميسرة ومتعلقة بالله، وبرجاء القبول والمغفرة منه كما كنت عليه قبل عام من الآن، وفي الأسبوع الماضي ونظرا للمشقة التي أجدها في الطهارة قررت أن أبحث عن الرخص في باب الطهارة والمتفرقة في مذاهب متعددة لآخذ بها مؤقتا إلى أن أتمكن إن شاء الله من إزالة النجاسات التي كنت أتركها دون تنظيف اعتقادا مني(وسوسة)أن الأرض كانت متنجسة بالماء المبللة به قدمي بعد الاغتسال وهي فكرة خاطئة بالطبع، ولكني لم أبصر خطأها إلا بعد أن تركت نجاسات حقيقية تصيب الأرض والأثاث ظنا مني أن النجاسة انتشرت في البيت كله، فأخذت ببعض تلك الرخص حتى لو كنت غير مقتنعة بها، فشعرت بحماس شديد لمحاولة تذكر أماكن النجاسات و تنظيفها، وهذا ما أعمل عليه الآن، ولكن قبل عدة أيام و قبل صلاة الفجر تحديدا نويت قضاء صيام رمضان كتتمة لأيام قضاء الصوم التي بدأتها، و كان علي اغتسال جنابة، فقضيت حاجتي من البراز أكرمكم الله ثم غسلت المكان بالماء مع فركه باليد أكرمكم الله وأعزكم، ثم وضعت منديلا دون مسح لأرى ما إذا كان قد تبقى نجاسة، ولكني لم أجد شيئا واضحا في المنديل ولم أفتش فيه و لم أركز، فعدت للمرة الثانية وفركت المكان بيدي بالماء فركا جيدا جدا، ثم توكلت على الله بأن النجاسة لا بد وأنها قد زالت لا محالة وأنه لا داعي للتشكك وتصعيب الأمور، وأن الحفظ من الله سواء كانت عبادتي صحيحة أم ناقصة، وأثناء الأذان بدأت بالاغتسال وعممت بدني بالماء وركزت على أن يصيب الماء منطقة الدبر أعزكم الله تأكيدا على إزالة النجاسة، وتم الاغتسال وصليت الفجر وصمت ونمت بعد صلاالفجر، ولما استيقظت من النوم وقضيت حاجتي من البول أعزكم الله لم أسلم من الشك وقلت في نفسي هيا فلتمسحي بالمنديل على الدبر أعزكم الله وشاهدي بعينك طهارة المكان بعد أن غسلتيه في الفجر، ففعلت وليتني ما فعلت، وجدت بقعة بنية فاتحة جدا على المنديل، فقلت ربما قد خرج هذا اللون مع الريح بعد صلاة الفجر أو أثناء النوم، و قلت تذكري الفتاوى التي تشير إلى إضافة النجاسة إلى آخر وقت يمكن أن تحصل فيه، و بحمد الله شعرت براحة وإهمال لما شاهدته على المنديل وغسلت المكان و أتممت صيامي و صليت و لم أبال، ثم مضى يومان آخران قضيت فيهما صيام يومين من رمضان وقبل الأمس تذكرت ما حصل، فبدأ الضيق والإحباط والحزن والهم،الذي أصوغ منه لكم السؤال التالي: تنظيفي الشديد للدبر أكرمكم الله بعد قضاء حاجتي عن طريق فركه باليد أثناء جريان الماء بكمية ليست قليلة وتكرار ذلك الفرك و الدلك مرتين ثم توجيه الماء وتركه ينساب على المكان أثناء الاغتسال هل يعتبر كل ذلك قرينة على أن اللون البني الفاتح قد خرج بعد الاغتسال؟هل يمكن أن اللون البني قد يكون خرج مع الريح الذي خرج بعد صلاة الفجر أو خرج أثناء النوم هل يحدث ذلك؟ بعد أن وجدتها في المنديل مسحت مسحة أخرى فلم أجد شيئا فقد كانت قليلة فسهلت على نفسي واستبعدت أن تكون هذه البقعة الصغيرة قد بقيت وحدها أثناء إسالة الماء، فهي ليست جامدة أو ثخينة أما الآن فهم و ضيق، أسألكم إجابة واضحة دون إحالة حتى لا يجرني ذلك إلى ضيق و شك، هل علي إعادة الغسل والصلاة وإعادة قضاء الصوم أم عندكم مخرج يفرج الله به همي ولو عند أي مذهب من المذاهب الأربعة، إعادة الصلاة ستأخذ وقتا نظرا لبعض وساوس الطهارة التي أحاربها، وقضيت الصوم أثناء دوامي الجامعي الصيفي وكنت سعيدة بإنجاز ذلك واقترب رمضان وعندي اختبارات وأحمل هم الإعادة ولا حول ولا قوة إلا بالله؟