السؤال
فضيلة الشيخ: كنت ولا زلت أعاني من الوسوسة في الطهارة، وقد تغلبت ـ والحمد لله ـ على بعض هذه الوساوس، كنت أحيانا عندما يوسوس لي الشيطان في أمر ما أقوم بغسل ملابسي أو بعضها لأريح نفسي من كثرة التفكير، وأقول في نفسي هذه آخر مرة ولن أعود بعدها، ولكنني اكتشفت أن المشكلة تكبر في الأيام التالية ومن ذلك مايلي:
إذا كان في فراشي نجاسة ـ مذي ـ وهذا شيء أنا متأكد منه، فأحيانا يكون جسمي متعرقا بسبب الرياضة مثلا وأقول في نفسي إن العرق الذي على جسمي اختلط بالنجاسة التي في الفراش، وعندما أستيقظ يكون العرق قد جف على جسمي وليست هذه المشكلة، لأنني أغتسل وأفرك جسمي بيدي، ولكن المشكلة أنني بعد الاستحمام إذا حككت كتفي أو صدري أو بطني بأظافري فإن بعض الأجسام البيضاء أو السوداء تتجمع تحت أظافري، وسؤالي: هل أحكم على هذه الأجسام أنها نجسة أم لا؟.
وكذلك إذا دقق الإنسان على حلمة الثدي فإنه يجد بعض الأوساخ حولها فحاولت إزالتها بأظافري، ولكن لم أستطع إزالة بعضها، فهل هذه الأوساخ التي حول حلمة الثدي تحول دون وصول الماء إلى البشرة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالوسخ الذي يعلق بالبدن أو الثياب بسبب الغبار والعرق ونحوه ليس نجسا، والأصل في الأشياء الطهارة لا النجاسة، ووجودها على البدن لا يمنع وصول الماء إليه في الغالب، وخصوصا إذا كانت متناهية الصغر على ما فهمناه من سؤالك. وبعض أهل العلم يرى أن الحائل اليسير معفو عنه.
قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: قال الشيخ: وكل وسخ يسير في شيء من أجزاء البدن وما يكون بشقوق الرجلين من الوسخ يعفى عنه، وألحق به كل يسير منع، حيث كان من البدن ـ كدم وعجين ونحوهما ـ واختاره. اهـ.
وبعض الوسخ ينشأ من عرق البدن والإفرازات الدهنية فيه وهذه لا تضر، كما بيناه في الفتوى رقم:
130251.
وأما المذي: فلا شك أنه نجس، فإذا تيقنت من إصابته لبدنك بأن تحققت أن المنطقة المتنجسة من الفراش قد لامست ـ قطعا ـ الجزء المتعرق من بدنك وجب عليك غسل محله.
وأما إذا كان مجرد شك أو وسوسة؛ فإن الأصل طهارة البدن ولا يحكم بنجاسته إلا بيقين. فعليك أن تصطحب هذا الأصل فهو من أدوية الوسوسة.
وننصحك بعدم الاسترسال مع تلك الوساوس. وانظر الفتوى رقم: 112319عن علاج الوسوسة، والفتوى رقم: 101633عن أثر الاسترسال في الوسوسة، والفتوى رقم: 133855بعنوان: لا يحكم بانتقال النجاسة إلا بحصول اليقين بملابستها.
والله أعلم.