خطورة تعلق المرأة برجل أجنبي

0 173

السؤال

أنا فتاة متدينة وحافظة لكتاب الله، كنت طالبة في معهد لتعليم اللغات، درسني أستاذ أحببته لأخلاقه وتواضعه ولعلمه باللغة ومحافظته على الصلاة، ولأنه كان يلمح لي بأنه يريد أن يتزوجني بطرق غير مباشرة، لكن علته أنه وبحجة تعليم اللغة الأجنبية يتحدث في مواضيع حساسة كوجود التلفزيون في غرفة النوم والخيانات الزوجية، والحديث عن المنحرفين في مجتمعاتنا إلخ.
وكذلك يفعل كل أساتذة اللغة الأجنبية في هذا المعهد بحجة تحفيز الطلاب على التحدث باللغة الأجنبية، بل ويعتبرون من لا يتحدث في هذه الأمور متخلفا، والعلة الأخرى أن أغلبية المدرسين في هذا المعهد هن من النساء المسلمات وغير المسلمات, وكثير منهن كاسيات عاريات, وهذا الأستاذ يتحدث معهن بكل طلاقة وبشكل يتجاوز حدود الزمالة، فهن يعتبرنه صديقا لهن يلجأن إليه في أمور اللغة لخبرته وعلمه الغزير في اللغة وتواضعه، والمشكلة هي أنني أحببته حبا شديدا، طبعا هو لا يعلم بهذا، حتى أصبحت الدنيا في عيني فارغة من دونه، وأصبحت كئيبة جدا لدرجة أنني لا يفرحني شيء سوى تذكره, حتى بعد أن انتهت دورة اللغة الأجنبية بفترة شهر، لا زلت أحبه، بل وزاد حبي له مع أنني لا أراه، فأخذت أدعو الله عز وجل أن يصلحه ويزوجني إياه، لكنني أحس أن الله تعالى غير راض عني وأنا أدعو هذا الدعاء، لأنه أصابتني في هذه الفترة مصائب متتالية، فأحسست أنه يجب أن أكف عن هذا الدعاء، لأنه لا ينبغي لفتاة متدينة مثلي أن تدعو الله أن يزوجها إنسانا فاسقا مثله، فأرجو من الشيخ أن يفتيني في أمري خاصة بعد أن سمعت تفسير الآية الكريمة: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار.
وبعد أن أصبحت في حالة نفسية مزرية لا أقدر إلا أن أفكر فيه وأدعو له وأدعو أن يزوجني الله إياه، هل أكف عن الدعاء إلى الله أن يصلح هذا الأستاذ ويزوجني إياه؟ أريد أدلة من القرآن والسنة أن الحديث في أمور كالزنا واللواط محرم لغير حاجة.
أرجو الإجابة على السؤال عن طريق الإيميل بشكل سري.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج عليك في الدعاء بأن يصلح الله هذا الرجل ويكون زوجا لك، وليس هذا دعاء بالزواج من فاسق، فإن من يصلحه الله لا يكون فاسقا، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، لكن الأولى أن تسألي الله أن يرزقك زوجا صالحا، من غير تعيين، فإنه سبحانه وتعالى أعلم بما فيه الخير لك، وينبغي عليك الحذر من تعلق قلبك بهذا الرجل والتمادي في ذلك، واعلمي أن الخواطر لها دور كبير في شغل القلب وتعلقه، وتعلق قلب المرأة برجل أجنبي أو العكس ربما قاد إلى العشق المحرم، وهو مرض يفسد القلوب، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 9360.

فعليك بشغل أوقاتك بالأعمال النافعة، والحرص على تقوية صلتك بربك وتحصيل أسباب صلاح القلب، وراجعي الفتوى رقم: 10800.

وهذا الكلام الذي ذكرت شيوعه بين المدرسين إن كان فيه إشاعة للفاحشة أو تشجيع عليها أو يتضمن إقرارها أو كان الداعي إلى التحدث به هو الاقتداء بمن لا خلاق لهم من الكفار وغيرهم، فهو محرم، فقد توعد الله من يشيع الفاحشة في المجتمع، فقال: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون. { النور: 19 }.

قال الطاهر بن عاشور: فإذا انتشر بين الأمة الحديث بوقوع شيء من الفواحش تذكرتها الخواطر وخف وقع خبرها على الأسماع فدب بذلك إلى النفوس التهاون بوقوعها وخفة وقعها على الأسماع فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تقدم على اقترافها، وبمقدار تكرر وقوعها وتكرر الحديث عنها تصير متداولة.

وقال الخادمي: التاسع عشر: الخوض في الباطل، وهو الكلام في المعاصي لنفسه أو لغيره كحكايات مجالس الخمر والزناة ـ جمع زان، والزواني جمع زانية ـ من غير أن يتعلق بها غرض صحيح كرواية الحديث والشهادة والدعوى وهذا حرام، لأنه إظهار معصية نفسه أو غيره من غير حاجة دينية إلى إظهارها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة