السؤال
استوقفني رجل كبير في السن وأعمى وطلب مني أن أقوده في طريقه لآخر الشارع، بدأت أقوده ثم سألته عن وجهته فأخبرني أنه ذاهب للكنيسة، حاولت التملص منه بكل طريقة ممكنة ومنها أن بحثت عن أحد النصارى في الشارع ليقوده فلم أجد، وكذلك حاولت إخباره أني لا أعرف طريق الكنيسة فلم يتركني، وفي النهاية لم أجد بدا من أوصله حتى باب الكنيسة، أشعر أني قد فعلت أمرا عظيما ولا أدري كيف أكفر عنه، فأفيدوني عن كيفية التكفير عن هذا الأمر؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قيادتك للأعمى في البداية قبل أن تعلم وجهته أمر مباح وقد يكون لك فيه الأجر الكثير، وأما بعد علمك بنيته الذهاب للكنيسة فلا يجوز لك الذهاب به إليها ولا دلالته عليها بأي نوع لما في ذلك من إعانته على الإثم وهو محرم، لقوله تعالى: ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب. {المائدة:2}.
وأما التكفير عما حصل فيتم بالتوبة الصادقة والاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة، فقد قال الله تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى. {82}، وقال تعالى: فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم. {المائدة:39}، وقال تعالى: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما.{النساء:110}.
والله أعلم.