السؤال
ماهو الفرق بين المعنى و الكيف في صفات الله عند أهل السنة و الجماعة ؟ وهل معاني صفات الله عز و جل تاخذ من معاجم اللغة العربية ؟ وما هو الحد الذي يجب على المسلم أن يقف عنده في معاني الأسماء والصفات حتى لا يكون: معطلا، ممثلا، مكيفا، مفوضا يعني يكون على منهج السلف؟ أفيدونا مع التفصيل.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المعنى هو بيان معنى الكلمة حسب دلالتها اللغوية ، والدلالة اللغوية تؤخذ عن أهل اللغة مباشرة أو عن طريق تراثهم ومنه ما خلفوه من المعاجم اللغوية، وأما الكيف فهو بيان الكيفية التي عليها ذلك المعنى فمثلا إذا قلت جاء محمد فمعنى المجيء في اللغة هو الإتيان فإذا سأل سائل عن كيفية مجيئة فالمطلع على حقيقة ذلك يجيب ببيان الكيفية التي جاء عليها هل جاء راكبا أو ماشيا ونحو ذلك .
فالمسلم يفهم ما جاء في نصوص الوحيين من الحديث عن الله تعالى كما فهمه الصحب والسلف الكرام
من خلال فهمهم للغة العرب التي خوطبوا بها ، وأما الكيفية فهي غيب فلا تعلم إلا بنص من الوحي يدل عليها لذا يتعين عدم الخوض فيها حتى يثبت نص في شأنها كما قال الإمام مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول
وقال الطحاوي: نمرها كما جاءت ونؤمن بها ولا نقول كيف وكيف انتهى
فمن تعلم نصوص الوحي واعتقد ما تدل عليه مع اعتقاد كمال تنزيه الله تعالى عن الشبه بخلقه فقد أصاب منهج السلف فقد قال تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
{الشورى:11} . فهذه الآية أثبتت الصفات والأسماء لله تعالى ونفت التشبيه والتمثيل .
فمن آمن بما ثبت في النصوص من الأسماء والصفات سلم من التعطيل ومن أعتقد نفي الشبه بين الله وخلقه سلم من التمثيل ومن ترك التكلف والخوض فيما لا علم له به من الكيفيات سلم من التكييف وهذا هو مذهب السلف كما روى الخلال في السنة عن الوليد بن مسلم قال سألت سفيان والأوزاعي ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه الأحاديث فقالوا نمرها كما جاءت قال الخلال هذا في أحاديث الصفات وهو مذهب السلف إثبات حقيقتها ونفي علم الكيفية.انتهى
والله أعلم.