جاهدي نفسك لتتخلصي من هذا الوسواس

0 314

السؤال

أتمنى أن لا أكون قد أزعجكتم باسئلتي ولكن أنا صاحبه السؤال 2271747 ولكن مع الأسف لم أستطع تنفيذ ما أرشدتموني إليه أشعر أني سوف أقطع الصلاة أقسم بالله أني أجلس في الصلاة الواحدة قرابة الساعتين فقط لكي أنوي فإني أخبرتكم أني أريد أن أصلي الفجر مثلا فأشعر أن النية تغيرت للسنة مثلا وأصبحت أخاف من التكبير لا أستطيع أن أكبر ومن طول الوقت الذي أقف فيه أشعر بألم شديد في قدمي ولدي طفل قد أهملته وللآن لم أستشعر لذة رمضان فوقتي كله في الوسوسة وأشعر بأني لو نفذت الذي قلتم عليه أنه كله تمثيل في تمثيل ولا أشعر أني أصلي بنية فقط حركات أفعلها بلا خشوع فهل لو أهملت وصليت وأنا أشعر بأني فقط أفعل حركات تصبح الصلاة باطلة وهل لو صليت وأنا نويت الفجر ثم شعرت بأنها تغير للسنة ولم أعد وأنو الفجر مرة أخرى قبل التكبير تبطل صلاتي أسألكم بالله العظيم في هذا الشهر المبارك أن لا تردوا علي بفتاوى أخرى وأن تردوا علي بأسرع وقت فأنا في أمس الحاجة للمساعدة لقد تحولت حياتي لجحيم لا يطاق فالصلاة راحة للإنسان ولكني حرمت من هذه النعمة لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسال الله لك الشفاء العاجل والعافية التامة، ثم اعلمي أيتها الأخت الكريمة أن علاج ما أنت فيه من الوساوس العظيمة التي أفسدت عليك عيشك وكدرت صفو عبادتك هو ما أرشدناك إليه من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وكونك لم تستطيعي أن تنفذي ما نصحناك به راجع لكونك لم تجاهدي نفسك مجاهدة حقيقية للتخلص من هذا الوسواس، وقد وعد الله تعالى من جاهد فيه بأنه يوفقه ويسدده، فقال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {69}.

فعليك بالصبر على تناول هذا الدواء وإن كان مر المذاق في المبتدأ ولكن عاقبته محمودة بإذن الله، وأما شعورك بأن الإعراض عن الوساوس يجعل صلاتك كأنها تمثيل في تمثيل على حد عبارتك وأن صلاتك لن يكون لها روح، وإنما تكون مجرد أفعال ظاهرية، فهذا أيضا من إيهام الشيطان لك وتلبيسه عليك، فإن الصلاة الخالية من الوساوس هي التي أمر الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومحال أن تجدي طعم الصلاة ولذتها مع هذه الوساوس ولا تجديها إذا تخلصت من هذه الوساوس، بل نحن نقول لك إنك لن تشعري للصلاة بطعم ولن تذوقي لها لذة إلا إذا أعرضت عن هذه الوساوس وأقبلت على صلاتك بقلب خاشع غير مكترث بشيء من تلك الأفكار والتخيلات الشيطانية، ولو فرضنا أن صلاتك ستكون مجرد أفعال ظاهرية فقط فإنها تقع صحيحة مجزئة عنك مسقطة للفرض.. وإذا مضيت في طريق العلاج فإنك ستحصلين الخشوع المطلوب شيئا فشيئا بقدر تعافيك من هذه الوساوس بإذن الله.

فعليك إذن إذا أقبلت على الصلاة أن تكبري للإحرام مرة واحدة وتبادري بها دون تردد أو توقف كبير لاستحضار النية فإن أمرها أيسر من هذا بكثير، ثم امضي في صلاتك تالية لما تجب تلاوته، فإذا فرغت من القراءة فاركعي ثم ارفعي وعلى هذا فامضي إلى أن تتم صلاتك في دقائق معدودات، ومهما عرض لك الشيطان في أثنائها أو أوهمك أنك حولت نيتك أو قلبتها نفلا أو غير ذلك فلا تعبأي بشيء من ذلك واطرحيه وراء ظهرك ولا تفكري فيه بالمرة حتى ييأس الشيطان منك ويتم لك الشفاء بإذن الله، هذا هو علاجك إن كنت تريدين العلاج، وأما إن تركت مجاهدة نفسك ومضيت مسترسلة مع هذه الوساوس فلن يزول عنك هذا العناء، فعليك بالمبادرة بفعل ما نصحناك به والله المسؤول أن يمن عليك بالعافية التامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة