إطلاق لفظ الكفر وبلاد الكفار على الذين لا يدينون بدين الإسلام

0 267

السؤال

هل إطلاق مصطلح (بلاد الكفر) و( بلاد المشركين) على بلاد مسيحية جائز ؟؟ ألا نؤمن بسيدنا عيسى عليه السلام وأنه لم يكن مشركا وأنه علينا الإحسان لهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا حرج في إطلاق مصطلح بلاد الكفر على البلاد المسيحية لأن النصارى الذين يدعون المسيحية يعدون من الكفار إن لم يؤمنوا برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويدل لهذا قوله تعالى:  لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة. {البينة:1}.

وقوله تعالى:  ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. {آل عمران:85}

وقوله تعالى:  إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون ح‍قا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا * {النساء:150، 151}.

وقوله تعالى: لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم {المائدة:73}

وأما سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فإنه كان نبيا من أولى العزم ولم يكن مشركا بل كان يدعو للتوحيد ويرهب من الشرك فقد أخبرنا الله عنه بذلك في قوله:  لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار. {المائدة:72}.

وفي قوله تعالى: وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين. {الصف:6}.

والنصارى المعاصرون قد خالفوا ما جاء به عيسى عليه السلام من التوحيد وأشركوا وكفروا وحاربوا دين الله تعالى.

وأما الإحسان إلى الكفار غير الحربيين فلا بأس به لقوله تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون.{الممتحنة: 8، 9}.

قال ابن كثير في التفسير: أي لا ينهاكم الله عن الإحسان إلى الكفرة الذين لا يقاتلونكم في الدين كالنساء والضغفة منهم أن تبروهم أي تحسنوا إليهم .... انتهى.

وفي حديث الصحيحين: وفي كل كبد رطبة أجر.

وفي حديث مسلم: إن الله كتب الإحسان على كل شيء ... انتهى.

وتسمية الكافر كافرا لا ينافي الإحسان إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة