السؤال
استخرت الله تعالى في أمر مباح من أمور الدنيا، لكنه في كل مرة يزداد صعوبة علي، إلا أنني لا زلت متعلقا به، فما هو قولكم في هذا الأمر ـ يا شيخ؟.
استخرت الله تعالى في أمر مباح من أمور الدنيا، لكنه في كل مرة يزداد صعوبة علي، إلا أنني لا زلت متعلقا به، فما هو قولكم في هذا الأمر ـ يا شيخ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاستخارة مستحبة عند الإقدام على أمر لا يدرى وجه الصواب فيه، وما دمت استخرت الله تعالى ففوض الأمر إليه سبحانه وتبرأ من حولك وقوتك، فما يختاره الله تعالى لك هو الخير، وإذا لم يظهر لك وجه الصواب في أمرك المذكور، فإنه يستحب لك تكرار الاستخارة، قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: وهل يستحب تكرار الصلاة والدعاء، وفي الأمر الواحد إذا لم يظهر له وجه الصواب في الفعل أو الترك مما لم ينشرح له صدره قال العراقي: الظاهر الاستحباب.
انتهى.
وفي عمدة القاري: نعم قد يستدل للتكرار بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا دعا ثلاثا.
انتهى.
واعلم أن مجيء الأمر على خلاف ما يتمنى الشخص ويهوى لا يدل على أن ذلك الأمر لم يكن هو الخير، قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون. {البقرة: 216 }.
وإذا كان المستخير قد تجرد من إرادته وحظه النفسي وفوض الأمر لله تعالى، فلا معنى إذا لحزنه أو غمه إذا لم يأت الأمر الذي استخاره فيه على وفق ما يريده، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 75167.
والله أعلم.