يوسوس لها الشيطان حين تنطق بكلمة التوحيد فماذا تفعل

0 232

السؤال

كثيرا ما أضغط بلساني على سقف حلقي فيخرج صوت مثل الصوت الذي يخرج عندما يأخذ الإنسان ريقه ثم أقول لا إله إلا الله، فهل الصوت الذي يخرج ـ كما قلت سابقا ـ يعتبر كلمة التوحيد كاملة؟ لأنني أخاف أن تحسب علي أنني قلت لا ثم أقول بعد ذلك لا الله إلا الله وأخاف أن أكون بذلك قد وقعت ـ والعياذ بالله ـ في الردة، مع العلم أن عندي وسواسا، إلا أنني أصوم النوافل وأصلي وأقيم الثلث الأخير من الليل وأحفظ القرآن ومتفوقة في دراستي وتأتي في دماغي هذه الكلمة ـ كلمة لا ـ ثم أفعل الحركة والتي كان يجب أن لا أفعلها ثم أقول لا الله إلا الله وأظل أبكي في قيام الليل وأتمنى أن يسامحني الله، لأن هذا تعمد مني، مع العلم أنني أنسى وضميري قاس جدا وأحاسب نفسي على كل شيء، قرأت الحديث الذي في معناه أنه لا يحاسب الإنسان على حديث النفس ما لم يتكلم أو يفعل، فهل هذه الحركة وهذا الصوت الذي خرج مني يعتبر كلمة لا، وأنا أكرره كثيرا لأرى هل هذه تعتبر كلمة أم لا؟ وفي هذه المرة قمت بهذه الحركة متعمدة ثم قلت لا إله ولم أقصد هذا المعنى، بل إنني متيقنة من أنه لا إله إلا الله، ولكنني أحببت أن أستغفر من فعل هذه الحركة، ولم أتعمد عدم التكميل، ولكن لأنني أحببت أن أستغفر مما قلت سابقا فقلت مباشرة أستغفر الله ثم قلت لا إله إلا الله، فهل حسبت علي؟ أفيدوني فضميري يعذبني والشيطان يوسوس لي في كل شيء على الرغم من أنني قريبة جدا من الله وأحب الله وأحب رسوله ولا أتخيل أن يكون بعد هذا كله ارتداد، مع العلم أنني عندما قلت لا إله لم أفكر في المعنى ولا فيما قلت، ولكنني كنت سأكمل وكنت سأقول لا إله إلا الله وقطعت الكلام لأستغفر، بل أنا دائما أكرر لا إله إلا الله محمد رسول الله موقنة بها، ودائما أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، وأن يذهب عنك شر الوسوسة، وأن يعيذك من شر نفسك وشر الشيطان.

ثم نقول: هذا الصوت المذكور في السؤال ليس بكلمة ولا حكم له، ولا تعلق له بكلمة التوحيد المنطوقة بعده وكذلك السكوت خلال النطق بكلمة التوحيد ـ لا إله إلا الله ـ على كلمة ـ إله ـ دون قصد لمعنى هذا النفي، بل إما لعارض أو على نية الإكمال، كل هذا لا حرج عليك فيه وليس شيء من ذلك ردة ولا قريبا من ذلك، بل إن كل ما ذكر في السؤال دليل على إيمان صاحبته واطمئنان قلبها بالإيمان، فإن كره العبد وخوفه ونفوره من مجرد هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.

رواه مسلم.

قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.

وراجعي في ذلك الفتويين رقم: 7950، ورقم: 12300.

فأبشري ـ أيتها السائلة ـ وطيبي نفسا، واطرحي هذه الوساوس عن نفسك ولا يستجرينك الشيطان، فإن هذه الخواطر المحزنة إنما هي من الشيطان، فإنه حريص على كل ما من شأنه أن يحزن ابن آدم، كما قال تعالى: إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا.

{ المجادلة: 10 }.

فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم وأعرضي عن هذه الوسوسة بالكلية، وراجعي في علاج الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 22374، 125476.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة