السؤال
رأيت بعض الدم البسيط في رمضان في غير أيام الدورة الشهرية، بل قبلها بكثير، ولكنني أكملت الصيام، لأنني أحسست أنها استحاضة ـ كما يقال ـ ثم تأخرت الدورة عن ميعادها الأصلي أسبوعا وجاءت في آخر يومين من رمضان، لكن بكميات قليلة واستمرت بنفس عدد أيام حيضي التي أعرفها ـ والحمد لله ـ فقضيت آخر يومين، مع العلم أن هذا كثيرا ما يحدث لي في رمضان نظرا لضعفي الشديد ووهني وكثرة تفكيري فيها، فلا تنزل الدورة بالكمية العادية وتظل في عدم استقرار معي لفترة ـ قد تطول وقد تقصر ـ والسؤال الآن: هل أعيد صيام الأيام الأولى من الشهر؟ علما بأنني لم أفطرها، لأن الكمية لا تذكر، و من الممكن عدم ملاحظتها حتى لا يصلح أن أقول عليها كمية، خاصة وأنني أوسوس كثيرا في عدد الأيام.
فأفيدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا في فتاوى كثيرة متى يعد الدم الذي تراه المرأة حيضا، ومتى يعد استحاضة، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 123018، 118286، 100680، فبمراجعة هذه الفتاوى يتبين لك أنك إن كنت رأيت هذا الدم اليسير في زمن يصلح أن يكون فيه حيضا فهو حيض، وذلك في حالتين:
الأولى: أن يمكن ضمه إلى ما قبله من الدم ويكون مجموع أيام الدمين وما بينهما من نقاء لا يتجاوز خمسة عشر يوما، فيكون هذا الدم تابعا للحيضة السابقة.
والحالة الثانية: أن يكون بينه وبين الدم السابق عليه خمسة عشر يوما فأكثر، ويكون بانضمامه إلى الدم الذي بعده قد تجاوز يوما وليلة ـ التي هي أقل مدة الحيض ـ ولم يتجاوز مجموع أيام الدمين وما بينهما من نقاء خمسة عشر يوما، فيكون بذلك حيضة ثانية بانضمامه إلى ما بعده.
وأما إذا لم يمكن اعتباره حيضا بأحد هذين الوجهين: فإنه يعد استحاضة، وإذا علمت هذا فاعلمي أنه متى حكمنا على هذا الدم بأنه حيض، فإنه يلزمك قضاء ما صمته حال رؤيته، ويلزمك ـ كذلك ـ قضاء ما صليته بعد انقطاعه إن لم تكوني قد اغتسلت، ومتى اعتبرناه استحاضة فصومك صحيح ولا يلزمك شيء، وإن كنت موسوسة وكان ما رأيته من الدم مجرد وهم فلا تلتفتي إليه.
والله أعلم.