الإسلام يرغب في السعي والكسب وترك الكسل

0 327

السؤال

ما حكم من جلس بدون عمل مع قدرته عليه تاركا الدولة تصرف عليه كما في الدول الغربية فالدولة تعطي مالا للعاطلين عن العمل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد رغب الإسلام في السعي والكسب وذم الكسل والخمول واستجداء الناس، وهذه بعض النصوص تبين ذلك قال تعالى: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون {الجمعة:10}

  وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه.

 وفي الصحيحين أيضا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اليد العليا خير من اليد السفلى.

وقال أيضا: ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة. رواه البخاري.

وقال عمر رضي الله عنه آمرا بالكسب حاثا على السعي: إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.

وقال المروذي: سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: إني في كفاية، قال: الزم السوق تصل به الرحم وتعود به على نفسك.

وقال أحمد للميموني: استغن عن الناس فلم أر مثل الغنى عن الناس.

فهذه النصوص والآثار تدل على فضل السعي والكسب وأن تكون يد المؤمن هي اليد العليا لا السفلى وأن يكون هو المعطي لا الآخذ. هذا إن كان ما يأخذه بحق حلالا مشروعا، وأما إن كان ما يأخذه محرما لكونه يأخذه بحيلة وغش كأن تكون الدولة إنما تعطي للعاجز عن العمل أو الساعي فيه قبل أن يجده. أما المتكاسل عنه فلا يستحق المعونة. إن كان الأمر هكذا فلا يجوز لمن جلس في بيته كسلا واتكالا على المعونة المقدمة لغير العمال أن يأخذ المعونة المذكورة إذ لا حق له فيها، أما لو كانت تعطى لكل من لا عمل له سواء بعذر أو بغير عذر فلا حرج في أخذها والانتفاع بها وإن كان الاستغناء عنها بالعمل والكسب أفضل وأخير. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات