السؤال
هل قوله تعالى: ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ـ تمثيل لا تأريخ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر أهل التفسير أن ما ذكر في الآية قد وقع بالفعل لقوم ممن كان قبلنا، قال القرطبي في التفسير: وقصة هؤلاء أنهم قوم من بني إسرائيل وقع فيهم الوباء، وكانوا بقرية يقال لها ـ داوردان ـ فخرجوا منها هاربين فنزلوا واديا فأماتهم الله تعالى، ثم أحياهم الله معجزة لنبي من أنبيائهم، قيل: كان اسمه شمعون.
وقيل: إنهم فروا من الجهاد لما أمرهم الله به على لسان حزقيل النبي عليه السلام، فخافوا الموت بالقتل في الجهاد فخرجوا من ديارهم فرارا من ذلك، فأماتهم الله ليعرفهم أنه لا ينجيهم من الموت شيء، ثم أحياهم وأمرهم بالجهاد، قال ابن العربي: أماتهم الله تعالى مدة عقوبة لهم، ثم أحياهم، وميتة العقوبة بعدها حياة، وميتة الأجل لا حياة بعدها.
والقصد ـ كما قال أهل التفسير ـ هو التنبيه على أن الإماتة والإحياء بيد الله تعالى لا بيد غيره، فلا معنى لخوف خائف ولا لاغترار مغتر، وقد جاء التنبيه على هذا المعنى في قصة وقعت بالفعل قصها الله تعالى على نبيه ليقصها على قومه لعلهم يتفكرون، وجعلها مقدمة بين يدي أمره المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالجهاد.
والله أعلم.