السؤال
هل يجوز الدعاء: بـاللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع، اللهم لا تنس للمحسنين إحسانهم؟ وهل في ذلك منافاة لإثبات صفة السمع للـه في الدعاء الأول؟ وقول: لا تنس ـ هل فيها سوء أدب مع اللـه؟.
هل يجوز الدعاء: بـاللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع، اللهم لا تنس للمحسنين إحسانهم؟ وهل في ذلك منافاة لإثبات صفة السمع للـه في الدعاء الأول؟ وقول: لا تنس ـ هل فيها سوء أدب مع اللـه؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فأما الدعاء الأول: فهو لفظ نبوي ثابت رواه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة، ومعناه الاستعاذة من دعاء لا يستجاب له، كقول المصلي: سمع الله لمن حمده ـ أي استجاب الله دعاء من حمده ـ وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم: 73471. وأما الدعاء الثاني: فلم نعثر عليه مأثورا، وأما من حيث معناه: فلا شك أن النسيان إذا نسب لله تعالى معناه الترك لا النسيان الذي يوصف به البشر، كقوله عز وجل: نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون. {التوبة: 67 }. وقوله سبحانه: فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا. {الأعراف: 51}. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 65815. ومن هذا القبيل ما روي من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ لما جهز جيش العسرة واشترى بئر رومة، في قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا تنس هذا اليوم لعثمان. رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة، وأبو نعيم في الحلية وفضائل الخلفاء الراشدين، وابن عدي في الكامل، والبلاذري في أنساب الأشراف. والمقصود: أن هذا الدعاء من حيث المعنى لا بأس به، فما هو إلا سؤال الله تعالى أن يحقق ما وعد به في قوله تعالى: إن الله لا يضيع أجر المحسنين. {التوبة: 120 }. ومع ذلك، فلا ريب أن الأفضل للمرء حين يدعو أن يلتمس أدعية القرآن والسنة ويكتفي بهما، ففيها الخير والبركة والكفاية، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك. رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني. والله أعلم.