السؤال
هل يصح تفسير قوله تعالى : (وألقت ما فيها وتخلت ) أن صورة العالم المادي تضمحل بتقادم العهد عليه فيختل التماسك بينه ، فيتصادم ويتفتت. وهو المراد بقوله تعالى : ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ) ؟
هل يصح تفسير قوله تعالى : (وألقت ما فيها وتخلت ) أن صورة العالم المادي تضمحل بتقادم العهد عليه فيختل التماسك بينه ، فيتصادم ويتفتت. وهو المراد بقوله تعالى : ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ) ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن معنى: وألقت ما فيها : الإنشقاق4}. أي: ألقت ما فيها من الأموات وتخلت عنهم. ففي الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور للدكتور حكمت بشير: أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد: وألقت ما فيها وتخلت . قال: أخرجت ما فيها من الموتى. اهـ. وفي تفسير ابن كثير: وقوله: وألقت ما فيها وتخلت { الانشقاق: 4}. أي: ألقت ما في بطنها من الأموات، وتخلت منهم. قاله مجاهد، وسعيد، وقتادة. اهـ وقيل إن المراد بما فيها الكنوز التي في بطنها، كالذهب والفضة وغير ذلك كما في قوله تعالى: وأخرجت الأرض أثقالها. {الزلزلة: 2}. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا. رواه مسلم. وقد ضعف ابن جزي القول الثاني فقال في التسهيل لعلوم التنزيل: وألقت ما فيها وتخلت {الانشقاق: 4}. أي ألقت ما في جوفها من الموتى للحشر، وقيل: ألقت ما فيها من الكنوز. وهذا ضعيف؛ لأن ذلك يكون وقت خروج الدجال قبل القيامة، والمقصود ذكر يوم القيامة، وتخلت: أي بقيت خالية مما كان فيها. اهـ. وهناك أقوال أخرى ذكرها القرطبي في الجامع لأحكام القرآن فقال: وألقت ما فيها وتخلت {الانشقاق: 4}. أي أخرجت أمواتها، وتخلت عنهم. وقال ابن جبير: ألقت ما في بطنها من الموتى، وتخلت ممن على ظهرها من الأحياء. وقيل: ألقت ما في بطنها من كنوزها ومعادنها، وتخلت منها. أي خلا جوفها، فليس في بطنها شيء، وذلك يؤذن بعظم الأمر، كما تلقى الحامل ما في بطنها عند الشدة. وقيل: تخلت مما على ظهرها من جبالها وبحارها. وقيل: ألقت ما استودعت، وتخلت مما استحفظت، لأن الله تعالى استودعها عباده أحياء وأمواتا، واستحفظها بلاده مزارعة وأقواتا. اهـ. وأما قوله تعالى: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار {إبراهيم: 48}. فليس هو المراد بالآية وإنما يذكر المفسرون ذلك في تفسير قوله تعالى: وإذا الأرض مدت {الانشقاق: 3}. فقد فسرها به الرازي كما في أضواء البيان للشيخ الشنقيطي والله أعلم.