السؤال
نحن الآن في وقت النوازل على المسلمين، فهل الأفضل في دعاء القنوت أن أستفتح بالدعاء على الأعداء مباشرة بعد قول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد؟ أم الأفضل أن أبدأ دعاء القنوت بقول: اللهم اهدني فيمن هديت ـ إلخ, وبعده أدعو على الأعداء، وعندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على رعل وذكوان فهل كان يبدأ بقول: اللهم اهدني فيمن هديت ـ ثم يدعو عليهم؟ أم كان يدعو عليهم مباشرة بعد الركوع دون أن يقول دعاء: اللهم اهدني فيمن هديت؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا حكم قنوت النوازل، وأنه سنة، وانظر الفتوى رقم: 53613، وما أحيل عليه فيها.
والذي ثبت في السنة أنه صلى الله عليه وسلم كان يدخل في الدعاء مباشرة بعد قوله سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد، من الركعة الأخيرة، كما في صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رفع رأسه من الركعة الثانية من الصبح قال: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكة، اللهم أشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف.
وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا، في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاة، إذا قال: سمع الله لمن حمده - من الركعة الأخيرة - يدعو عليهم، على حي من بني سليم، على رعل وذكوان وعصية، ويؤمن من خلفه.
وأما دعاء: اللهم اهدني فيمن هديت ـ الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه علمه للحسن ـ رضي الله عنه ـ ليقوله في قنوت الوتر.
والله أعلم.