السؤال
ما حكم من مات في حادث سيارة وهو شارب الخمر؟ وكيف يمكن أن يستغفر له؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا شك في أن شرب الخمر محرم، كما قال الله تعالى:
ولو مات شخص مسلم وهو مصر على شرب الخمر، أو مات في حالة سكره، فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويستغفر له في الصلاة وغيرها، لأنه مات عاصيا لا كافرا، ويؤيد ذلك أن الشرع تعبدنا بالاستغفار لجميع المؤمنين، فقد قال الله تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم.{محمد: 19 }.
وفي الحديث: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات أعطاه الله بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. رواه الطبراني وجود سنده الهيثمي، وحسنه الألباني.
وفي صحيح ابن حبان عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس قلت: يا رسول الله ادع الله لي، فقال: اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر وما أسرت وما أعلنت ـ فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيسرك دعائي؟ فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك، فقال صلى الله عليه وسلم: والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة.
والحديث حسنه الألباني في السلسلة.
وكره بعض أهل العلم صلاة أهل الفضل على أهل الكبائر، قال الحافظ في الفتح: وأطلق عياض فقال: لم يختلف العلماء في الصلاة على أهل الفسق والمعاصي والمقتولين في الحدود، وإن كره بعضهم ذلك لأهل الفضل، إلا ما ذهب إليه أبو حنيفة في المحاربين، وما ذهب إليه الحسن في الميتة من نفاس الزنا، وما ذهب إليه الزهري وقتادة، قال: وحديث الباب في قصة الغامدية حجة للجمهور.اهـ.
وفي الفتاوى الكبرى لابن تيمية : سئل عن الصلاة على الميت الذي كان لا يصلي، هل لأحد فيها أجر أم لا؟ وهل عليه إثم إذا تركها مع علمه أنه كان لا يصلي؟ وكذلك الذي يشرب الخمر وما كان يصلي، هل يجوز لمن كان يعلم أن يصلي عليه أم لا؟ أجاب: أما من كان مظهرا للإسلام فإنه تجرى عليه أحكام الإسلام الظاهرة من المناكحة والموارثة وتغسيله والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين، ونحو ذلك اهـ.
وقال الدردير: وكره صلاة فاضل بعلم، أو عمل، أو إمامة على بدعي، ردعا لمن هو مثله، أو مظهر كبيرة كزنا وشرب خمر إن لم يخف عليهم الضيعة .اهـ.
والله أعلم.