السؤال
حججت هذا العام بفضل الله تعالى أنا ووالدتي، وصاحب هذه الحجة بعض الملابسات آمل أن يتسع صدركم لي فيها وتزيلوا فيها عني الغمام:
لظروف الازدحام في الحج وتوقف السير فقد وصلنا بعد رحلة قاربت على اليومين إلى عرفة فجرا، فمكثنا فيها حتى آذان المغرب تقريبا ثم خرجنا عدة مترات مكان ركن الحافلة التي نستقلها وهي خارج حدود عرفة (المشار إليها باللافتات )بمسافة صغيرة، فتجمعنا وبدأنا التحرك بعد العشاء تقريبا وتوقفت الحافلة قبل حدود مزدلفة نتيجة توقف السير حتى قضينا الليل كله في الحافلة على مشارف حدود مزدلفة ودخلنا في صباح يوم العيد حتى وصلنا أماكن السكن بالعزيزية، في الظهر تقريبا وكنت قد قرأت قبل وأثناء الحج كتاب عن الحج لأحد العلماء المعاصرين – أثق به كثيرا – والكتاب بعنوان " افعل ولا حرج " كان يتكلم عن التيسير في بعض مسائل الحج، ونظرا للازدحام الشديد هذا العام فقد أخذت ببعض هذه الرخص لكن وجدت بعد ذلك تباينا كثيرا في فتاوى العلماء بها
وتتلخص مسائلي في التالي:
1. مسألة الوقوف في عرفة حتى الغروب فقد وقفت حتى آذان المغرب تقريبا فقط أو قبله ببضع دقائق لا أكثر– جهلا مني -وخرجنا عند الأتوبيس لانتظار الرحيل على بعد عدة مترات من الحدود المشار إليها وتحركنا بعد العشاء.
2. مسألة المبيت في مزدلفة كان خارج عن إرادتنا جميعا نظرا لتوقف السير.
3. مسألة المبيت في منى فلم يكن لنا سكن في منى وكان سكننا في العزيزية وخشيت أن أفترش الطرقات وأترك والدتي العجوز وحدها بالسكن وأفقدها – هي إحدى الرخص المشار إليها في الكتاب سالف الذكر - .
4. مسألة رمي جمرة اليوم الثاني عشر من ذي الحجة قبل الزوال فقد رميتها حوالي الثامنة صباحا خوفا على والدتي من الازدحام والتقاتل عند طواف الوداع – رخصة أيضا أخذت بها وردت في الكتاب – وحقيقة قد صدق ظني وحدث هطول لساعتين تقريبا لأمطار غزيرة وتسببت في تزاحم مبالغ فيه ووفيات عافاني الله منها والحمد لله أنا ووالدتي .
فأفيدونا بارك الله فيكم في حالتي، مع العلم بأني قد لا أملك فائضا من المال عن ضروريات حياتي أفتدي به إن كانت إجابة فضيلتكم لي بدم عن كل نسك من هذه الأنساك، ومع العلم أني لو كنت وحدي في الحج لم أكن لآخذ بأي من هذه الرخص فلا أزال شابا والحمد لله ولكن كان أغلب الرخص للخوف على والدتي. وهل إن كان لي أن أصوم بدلا من الدم فهل يجوز الصوم عن والدتي؟