السؤال
ما الحكم في السيدة التي ترفع صوتها على زوجها وعلى أولاده، وإذا أمرها أن تخفض صوتها تقول صوتي هكذا، بل تزيد في ذلك ولا تقبل النصيحة من الزوج بحجة أنه يريد أن يضع عليها أوزارا لدرجة أن الزوج قال لها إن كل الأعمال التي ستفعلها وهي غير صحيحة غير راض عنها وسوف أفوض أمري إلى الله فيها، وأحيانا يقول لها وجها لوجه أنا غير راض عنك ومفوض أمري إلى الله فتقول غير مهم، وأحيانا ينام وهو غير راض عنها؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فرفع المرأة صوتها على زوجها وعدم طاعتها له في المعروف، خطأ كبير وجهل بحق الزوج وحدود الشرع في التعامل معه، كما أنه سوء خلق، وقد ورد وعيد لمن تؤذي زوجها، فعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا. رواه الترمذي.
وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة. رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب.
وعلى زوج هذه المرأة أن يسلك معها وسائل الإصلاح كما أرشد الله تعالى بقوله: واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا {النساء:34}.
وعليه أن يتعامل معها بحكمة ويراعي طبيعة المرأة التي وصفها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شىء فى الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرا. متفق عليه.
واعلم أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر وإلى التجاوزعن بعض الأخطاء والتغاضي عن الزلات والهفوات والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 5291.
والله أعلم.