الاسترسال مع الوساوس يصيبب العبد بشر عظيم

0 249

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر21 سنة أعاني من وسوسة في الوضوء وإطالة في الاستنجاء وعندما أقوم من الاستنجاء أشعر أنه تخرج مني قطرات من البول وعندما أعزم على قراءة القرآن، أو أريد الصلاة أشعر بخروج غازات ـ أكرمكم الله ـ فأعيد الوضوء وهذا الشعور في كل صلاة لدرجة أن أي صوت أسمعه أثناء الوضوء، أو الصلاة أشعر أنه خرج مني وعندي شك في مسألة طهارة إفرازات المرأة فتقريبا يصل بي الحال في بعض الأيام إلى أن أغتسل 3 مرات من أدنى ذكر للجنس إلى درجة أنه أصبح همي طوال يومي طهارتي وأصبح عندي أغلب المنزل نجس، فإذا لامست مثلا وأنا رطبة سريري، أو سجادة غرفتي، أو أغلب أثاث صالتنا فإنني أشعر أنني نجسة بسبب جلوسي عليه، لأنني في السابق قد أحسست بخروج البول وقد جلست في هذه الأماكن والآن بدأت أتثاقل عن الصلاة وأترك السنن القبلية خشية انتقاض الوضوء وأتثاقل جدا عن الوتر والضحى فلي إلى الآن تقريبا 6 أشهر أشعر أنني لم أصل صلاة تامة من ناحية الطهارة، أو الخشوع، فما الواجب علي؟ أفيدوني أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالوسوسة من شر الأدواء وأفتك الأمراض التي تصيب العبد، فإذا استرسل العبد مع الوساوس أصابه شر عظيم وفسد عليه أمر دينه ودنياه، ومن ههنا فقد كثر تحذيرنا من الوسوسة والاسترسال معها، وبينا مرارا وتكرارا أن علاج الوسوسة هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إلى شيء منها، وانظري الفتويين رقم: 134196ورقم: 51601.

 فعليك ـ أيتها الأخت الكريمة ـ أن تتبعي ما أرشدناك إليه من ترك الوسوسة والإعراض عنها، فإذا شككت في أنه قد خرج منك شيء من البول فابني على الأصل وهو أنه لم يخرج منك شيء، وإذا شككت في انتقاض وضوئك فاعملي باليقين وهو صحة طهارتك وهذا اليقين لا يزول بمجرد الشك، وإذا شككت في تنجس شيء ما فالأصل بقاء طهارته فلا تلتفتي إلى هذا الشك فإنه من تزيين الشيطان ووسوسته يريد بذلك أن يحول بينك وبين الخير ويثقلك عن العبادة، ولا تغتسلي إلا إذا تيقنت أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، وأما مع الشك فلا يلزمك شيء، واعلمي أن رطوبات فرج المرأة طاهرة على الراجح، وانظري الفتوى رقم 110928، فلا يلزمك تطهير بدنك، أو ثوبك مما يصيبك منها، فإذا حصل لك اليقين الجازم الذي تحلفين عليه بأنه قد انتقض وضوؤك فتوضئي حينئذ، وكذا إذا تيقنت يقينا جازما أنه قد خرج منك ما يوجب الغسل فاغتسلي، ولا يلزمك تطهير شيء ولا غسله إلا إذا تيقنت يقينا جازما أنه قد تنجس، فإذا فعلت ما أوصيناك به وأرشدناك إليه زال عنك هذا العناء ـ بإذن الله.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة