السؤال
عندنا مسجد والأهالي يرمون أمامه الزبالة دائما، حيث أصبح أمامه مقلب للزبالة، أريد كلاما مركزا أكتبه على ورقة لحث الناس على عدم إلقاء الزبالة أمام السجد.
عندنا مسجد والأهالي يرمون أمامه الزبالة دائما، حيث أصبح أمامه مقلب للزبالة، أريد كلاما مركزا أكتبه على ورقة لحث الناس على عدم إلقاء الزبالة أمام السجد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أمرت الشريعة المباركة بالرفع من شأن المساجد وتعظيمها وصيانتها وتطهيرها عن كل ما يغض من شأنها، قال الله جل وعلا: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه { النور:36}.
جاء في تفسير القرطبي: وقال الحسن البصري وغيره: معنى ترفع: تعظم ويرفع شأنها وتطهر من الأنجاس والأقذار... إلى أن يقول: وروى ابن ماجه في سننه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: من أخرج أذى من المسجد بنى الله له بيتا في الجنة ـ وروي عن عائشة قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتخذ المساجد في الدور وأن تطهر وتطيب. انتهى.
وكذلك قد وردت النصوص وأقوال أهل العلم في صيانة المساجد عن كل ما ينافي تعظيمها وتوقيرها، ومن ذلك صيانتها عن الروائح الكريهة والأقوال الخبيثة والبيع والشراء وإنشاد الضالة، قال القرطبي ـ رحمه الله: ومما تصان عنه المساجد وتنزه عنه الروائح الكريهة والأقوال السيئة وغير ذلك على ما نبينه، وذلك من تعظيمها وقد صح من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة تبوك: من أكل من هذه الشجرة - يعني الثوم - فلا يأتين المساجد. انتهى.
وقال ـ أيضا: وتصان المساجد ـ أيضا ـ عن البيع والشراء وجميع الاشتغال، لقوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي دعا إلى الجمل الأحمر: لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له ـ أخرجه مسلم من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى قام رجل فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له. انتهى.
فإذا ثبت هذا من الأمر بتوقير المساجد وتعظيمها فلا شك أن اتخاذ مكان في واجهة المسجد تلقى فيه القاذورات والمخلفات مناف لتعظيم المسجد، ومن إيذاء المصلين، وهذا لا يجوز.
والله أعلم.