السؤال
أنا مصاب بالوسواس القهري في الطلاق، وفي مرة من المرات قلت لأمي أنا أقول أشياء تؤدي إلى الفراق ولا أدري لماذا قلتها، وفي الحقيقه أنا لم أقل أشياء تؤدي إلى الفراق إلا ساعة وسوسة. أهذا إقرار أو يقع به شيء علما بأني رجعت عنه وندمت على قولي هذا وكانت حالتي النفسيه سيئة للغاية؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس وغيرها، وأن يجنبك كل مكروه. ثم لتعلم أن طلاق الموسوس لا يقع ولو نطق به صريحا ما لم يرده ويقصده قصدا حقيقيا في حال طمأنينة واستقرار بال وذلك لأنه مغلوب على أمره في غالب أحواله.
قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب متحدثا عن طلاق الموسوس: إن المبتلى بوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به في لسانه إذا لم يكن عن قصد، لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة بل هو مغلق مكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طلاق في إغلاق. فلا يقع منه طلاق إذا لم يرده إرادة حقيقية بطمأنينة..
وبناء على ما تقدم فلا يلزمك طلاق إذا تلفظت بطلاق بسبب الوسوسة وأنت لا تريد إيقاعه بطمأنينة وراحة بال، وما أخبرت به والدتك لا يعتبر إقرارا بطلاق نافذ ولا يترتب عليه شيء سواء تراجعت عنه أم لا، وننصحك بالإعراض عن تلك الوساوس وعدم الالتفات إليها فذلك أنفع علاج لها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.