نوع الاستفهام في قوله تعالى (من ذا الذي يشفع عنده)

0 271

السؤال

قوله تعالى في الآية الكريمة آية الكرسي 255 من سورة البقرة: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ـ هل ـ من ـ هنا أداة استفهام استنكاري وتعطي المعنى المشابه لقوله تعالى في الآية: 60 من سوررة النمل: أءله مع الله بل هم قوم يعدلون ـ أو لقوله تعالى في الآية 63 النمل: أءله مع الله تعالى عما يشركون ـ وقوله تعالى 64 النمل: أءله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟.
نرجو التوضيح مشكورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن: من ـ هنا أداة استفهام يراد به الإنكار والنفي، كما قال ابن عاشور في التحرير والتنوير .

وقال الشوكاني في فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير: في هذا الاستفهام من الإنكار على من يزعم أن أحدا من عباده يقدر على أن ينفع أحدا منهم بشفاعة، أو غيرها، والتفريع والتوبيخ له ما لا مزيد عليه وفيه من الدفع في صدور عباد القبور والصد في وجوههم والفت في أعضادهم ما لا يقادر قدره ولا يبلغ مداده والذي يستفاد منه فوق ما يستفاد من قوله تعالى: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى {الأنبياء: 28}. وقوله تعالى: وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى {النجم: 26}.

وقوله تعالى: لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن {النبإ: 38}.

بدرجات كثيرة وقد بينت الأحاديث الصحيحة الثابتة في دواوين الإسلام صفة الشفاعة ولمن هي ومن يقوم بها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات