عقوبة الظلم والبغي تعجل في الدنيا بخلاف ما في الآخرة

0 242

السؤال

نحن أربعة إخوة اشترينا قطعة أرض ولم تقسم حينها، وبعد مرور سنوات عليها أردنا تقسيمها، لكن اعترض أحد إخوتي بأنه يريد حصته على الطريق العام وكاملة دون نقصان، وأن ندفع له ثمن المدخل إلى أرضنا التي ستصبح من الداخل، فهل يجوز هذا شرعا؟ وقد أصبح يقوم بكل الضغوط هو وأفراد أسرته بأن يشطب على سيارتي وأن يضع أكياس القمامة عليها، وهذا كله مثبت عليه، ويلقي الأوساخ هو وزوجته على درج منزلنا بحكم أننا نسكن بالطابق العلوي ويضعون أحذيتهم على الدرج بحيث لا يمرر سوى شخص بقصد الإهانة، ويشيع بين بقية إخوتي والناس أنني ألقي أوساخا على حديقتهم، علما بأنني لم أفعل ذلك ولا أحد من أطفالي، ويقوم أولاده بالكتابة على جدار منزلنا بالشتائم على بناتي الصغار، فهل تجوز أعماله؟ وما حكمها في الإسلام؟ علما بأنه لا يترك الصلاة، فهل تقبل صلاته، مع العلم أننا أعطيناه حصته على الطريق كاملة دون أي نقصان وفتحنا طريقا إلى أرضنا من حصتنا المتبقية وقام الأخ الأكبر بدفع مبلغ مالي له ليوافق على القسمة كما يريد، أتمنى أن أعرف هل أعماله هو وعائلته يرضى الله عنها؟ وما جزاؤه عند الله؟ ولكم الشكر على سعة صدركم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الأفعال المذكورة في السؤال من منكرات الأخلاق وسيئات الأعمال، وهي من الظلم البين، والبغي الظاهر، وقطيعة الرحم، وسوء الجوار، وهذه ظلمات بعضها فوق بعض ـ والعياذ بالله ـ وأثرها شديد في الدنيا والآخرة إن لم يتب فاعلها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح ـ وأبو داود وابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني.

وراجع في بيان أثر الظلم وحرمته الفتوى رقم: 112273. وفي حقوق الرحم وأثر قطيعتها والصبر على أذية الأقارب، الفتاوى التالية أرقامها: 116567، 6719، 77160وفي أذى الجار وفظاعتها الفتويين رقم: 60282، ورقم: 60224.

وأما عن قبول العمل الصالح من قاطع الرحم الظالم المسيء للجوار فيكفي في التحذير من عدم نفعه، ما رواه أبو هريرة قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خير فيها، هي من أهل النار. رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد، وصححه الألباني.

 فسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل، وقد سبق لنا بيان ذلك وبيان أثر قطيعة الرحم على قبول العمل في الفتويين رقم: 23239، ورقم: 62260.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة