الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكرت بعض الوسائل الإعلامية أنه يشاهد مرتين أو ثلاثا في السنة في كوريا انشقاق البحر إلى جزأين, وظهور ممر طويل يبلغ طوله 2,8 كيلو متر وعرضه 40 مترا يؤدي إلى جزيرة جيندو, ويعرف باسم jindo sea festival . وتكون مدته ساعة وبعدها يعود البحر لما كان عليه سابقا.
وأما تسميتها بمعجزة موسى فلعله من التشبيه وإلا فإن معجزة انشقاق البحر لموسى عليه السلام كانت في مصر .
وأما كوننا لا نعلم عنها فليس مستغربا فكم من الآيات الكونية في العالم تدل على قدرة الله ولم نطلع عليها وكم من آية ظاهرة لنا ولم نتأمل فيها تأملا إيمانيا يحملنا على توحيد الله والخضوع له، فكل المخلوقات من السماوات والأرض والنجوم والجبال والشجر والدواب وغير ذلك من آيات ينبغي التأمل فيها والاستدلال بها على التوحيد لله والانقياد له , قال الشاعر:
فوا عجبا كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد
وأما كونهم لا تحملهم رؤية هذه الآيات الكونية على توحيد الله فهو دليل على قصور فهمهم ،وأنه ينبغي لنا أن نحمد الله تعالى على ما أعطانا من الإيمان وألا ننبهر بما عند هؤلاء الكفار الذين وصفهم الله بأنهم لا عقول لهم وأنهم أخس الدواب كما أخبر سبحانه وتعالى عنهم في قوله: إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون {الأنفال:55}.
وفي قوله تعالى: إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون {الأنفال:22}.
وقوله تعالى: ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون {النحل :6-7}.
وقوله تعالى:أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا {الفرقان:44}.
وعلى المسلمين الذين عرفوا الإسلام وعرفوا حال هؤلاء الكفار أن ينشطوا في دعوتهم إلى الله وبيان الأدلة الدالة على توحيده وبيان محاسن الإسلام لهم ويحدثونهم عن حياة الآخرة وأهوالها ونعيمها , وأن الإسلام هو الحل الوحيد للظفر بالسعادة بها والأمن من العذاب.
وعليهم أن يستخدموا في ذلك ما تيسر من وسائل الإقناع العقلي والتأثير العاطفي, فيرغبوهم ويرهبوهم ويحاوروهم ويجادلوهم بالتي هي أحسن , ويصبروا عليهم ويدعوا لهم, ويرسلوا لهم رسائل مسموعة ومقروءة عبر وسائل الاتصال حتى يقرأها الواحد وهو منفرد بنفسه ويراجع نفسه في محتواها.
فإن أعظم ما يكسبه المسلم هو اهتداء شخص على يديه , كما في حديث البخاري : لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 29369,43329,46212.
والله أعلم.