السؤال
جزاكم الله عنا كل خير على ما نتعلمه من موقعكم الكريم من أمور ديننا ودنيانا: أنا زوجة توفي زوجي ـ رحمه الله ـ وكان قد كتب لي قائمة منقولات زوجية بها حجرتين وأطقم أدوات منزلية، والحجرتين لدى زوجي فرشناهم في بيت خاص بعائلة زوجي، ولكن الأدوات المنزلية لدي في بيت أهلي وهي من مالي ولم أفرشها في منزل زوجي، حيث إننا لم نستقل ببيت الزوجية الخاص بنا نظرا لخوف زوجي ـ رحمه الله ـ على أمه المسنة أن يتركها ولا يستطيع أحد من إخوته خدمتها كما يفعل هو، خاصة أنها متعلقة به جدا، وبعد وفاته ماطل إخوته في إعطائي منقولاتي الزوجية الموجودة بالقائمة وعندما رأيت مماطلتهم وامتناعهم عن إعطائي منقولاتي الزوجية لم أقل لهم إن الأدوات المنزلية لدي في بيت أهلي وليست لدى زوجي وأوضح لسيادتكم أنني لم أخف ذلك الأمر لكي أحصل على ما هو غير حق لي، ولكن لكي أصل إلى بعض حقي في المنقولات التي كتبها زوجي وهي موجودة ببيت عائلته ـ والحمد لله ـ أخذت منقولاتي التي كتبها لي زوجي إلا القليل منها أخذه إخوته في غيبتي وعرضوا علي تسوية المبلغ الخاص بالأدوات المنزلية الموجودة لدي، ولكنني رفضت أخذ مقابلها دون التصريح لهم بأنها لدي وقلت لإخوة زوجي إنني لن آخذ ثمنها إرضاء لهم، ولكن ما يؤلمني في الموضوع وما لم أكن أتوقعه أن إخوة زوجي اتهموا زوجي المتوفى ـ رحمه الله ـ إنه كاذب لكتابته أشياء في القائمة غير موجودة لديه وتكلموا عليه بصورة سيئة وهو ما آلمني جدا لأنني أنا التي كذبت حتى تنال جزءا من حقوقها ولم أكن أتوقع أن يتحدثوا عن أخيهم المتوفى بهذه الصورة السيئة وهذه ليست أول مرة يتكلمون عنه بهذه الصورة، ولكن ما آلمني أنني أنا السبب في هذه المرة ولا أدري ماذا أفعل لكي أكفر عن ذنبي تجاه زوجي؟ وقد كلفت من يحج عنه هذا العام ـ والحمد لله ـ واشتريت كرسيين في الحرم كصدقة جارية على روحه، مع العلم أن زوجي ـ رحمه الله ـ كان رجلا صالحا لا أزكيه على الله، ولكنني أحسبه على خير كان أصغر إخوته سنا بفارق سن كبير، ولكنه كان هو وأخوه الأكبر ـ رحمهما الله ـ من مرتادي المساجد تالين لكتاب الله صائمين للنوافل محبوبين بين الناس سباقين لفعل الخير ويزيد زوجي بره المنقطع النظير بأمه وعدم تمتعه بأي شيء في الحياة بسبب خدمته لأمه وحبسه لنفسه حتى لا يتركها بمفردها تحتاج لدخول الحمام أو تحتاج لأي مساعدة، وما يؤلمني هو أن جميع الناس تتكلم عن زوجي بصورة حسنة جدا حتى يوم جنازته كان كلام الناس عليه كقصائد شعر نابعة منهم تلقائيا إلا أن حديث إخوة زوجي عليه دائما أن تصرفاته كانت خاطئة رغم أنه بعيد كل البعد عن ذلك فهو كان شابا تقيا، ولكن تفكيره يختلف عن تفكير إخوته نظرا لفارق السن الكبير بينه وبينهم وكان لا يدخن السجائر ولا يرتاد المقاهي مثلهم، بل إنه كان ملتزما دائما بالبيت لرعاية أمه ولا يخرج إلا للعمل، أو للمسجد للصلاة وفي بعض الأحيان الكثيرة كان لا يستطيع أن يذهب للعمل بسبب أن إخوته يرفضون أن يراعوا أمهم فترة وجوده في عمله رغم أن عمله لم يكن يوميا، وفترة زواجي من زوجي ـ رحمة الله عليه ـ كانت أقل من أربعة أشهر إلا أنه مرض بالخبيث بعد شهر من الزواج ولم يكن أحد يراعيه في فترة مرضه غيرى فأنا وحتى عندما أجرى عملية لاستئصال الورم وانتكاسته بعدها لم يحضر أي من إخوته وقت إجراء العملية وكنت بمفردي بجانب أخته وأختي وأخ له، أما الباقون فلا حياة لمن تنادي ودخل العناية المركزة لمدة أسبوع في حالة تشيب لها الأبدان إلا أن أهل زوجي لم يعيروه أي اهتمام ولم أجد أحدا منهم بجواري وكنت وحدي بالمستشفى أصارع مع زوجي الموت وأصارع مع الأطباء وأصارع مع حسابات المستشفى ولم يكن أي منهم بجانبي، أو بجانبه، وإنما تركوه يموت وحيدا رغم أنه أصغرهم ووالدهم كان قد وصاهم عليه، وآسفة للإطالة، ولكن اعذروني فأنا أتألم من بعد وفاة زوجي وما صارعه وصارعته معه من مرض وموت وارتباطي به الشديد وارتباطه بي وتعلقه بي كأني أمه فترة مرضه ويؤلمني أيضا أحاديث إخوته عليه بغير الحقيقة وما يؤلمني أكثر أنني كنت المتسببة في إحداها.