السؤال
قرات أن موسى عليه السلام عاتب ربه ليلة الإسراء في محمد صلى الله عليه وسلم ورفعه عليه، فما هذه القصة بتمامها؟.
قرات أن موسى عليه السلام عاتب ربه ليلة الإسراء في محمد صلى الله عليه وسلم ورفعه عليه، فما هذه القصة بتمامها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء: ثم صعد بي حتى إذا أتى السماء السادسة فاستفتح قيل من هذا؟ قال جبريل، قيل من معك؟ قال محمد، قيل وقد أرسل إليه؟ قال نعم، قال مرحبا به فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا موسى قال هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له ما يبكيك؟ قال أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي. اهـ.
وفي فتح الباري لابن حجر: قوله في قصة موسى: فلما تجاوزت بكى قيل له ما يبكيك قال أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي ـ وفي رواية شريك عن أنس: لم أظن أحدا يرفع علي ـ وفي حديث أبي سعيد: قال موسى: يزعم بنو إسرائيل أني أكرم على الله وهذا أكرم على الله مني ـ زاد الأموي في روايته: ولو كان هذا وحده هان علي، ولكن معه أمته وهم أفضل الأمم عند الله ـ وفي رواية أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن أبيه: أنه مر بموسى عليه السلام وهو يرفع صوته فيقول أكرمته وفضلته فقال جبريل هذا موسى قلت ومن يعاتب قال يعاتب ربه فيك قلت ويرفع صوته على ربه قال إن الله قد عرف له حدته ـ وفي حديث ابن مسعود عند الحارث وأبي يعلى والبزار: وسمعت صوتا وتذمرا فسألت جبريل فقال هذا موسى قلت على من تذمره؟ قال على ربه، قلت على ربه! قال إنه يعرف ذلك منه ـ قال العلماء لم يكن بكاء موسى حسدا ـ معاذ الله ـ فإن الحسد في ذلك العالم منزوع عن آحاد المؤمنين فكيف بمن اصطفاه الله تعالى؟ بل كان أسفا على ما فاته من الأجر الذي يترتب عليه رفع الدرجة بسبب ما وقع من أمته من كثرة المخالفة المقتضية لتنقيص أجورهم المستلزم لتنقيص أجره، لأن لكل نبي مثل أجر كل من اتبعه ولهذا كان من اتبعه من أمته في العدد دون من اتبع نبينا صلى الله عليه وسلم مع طول مدتهم بالنسبة لهذه الأمة، وأما قوله: غلام ـ فليس على سبيل النقص، بل على سبيل التنويه بقدرة الله وعظيم كرمه، إذ أعطى لمن كان في ذلك السن ما لم يعطه أحدا قبله ممن هو أسن منه. اهـ.
والله أعلم.