السؤال
أنا مسيحي، وتيقنت تماما أن الإنجيل محرف، ولكن ما يمنعني من الإسلام شبهة موجودة ضد رسول الإسلام وسيادتكم أجبتم على جزء منها فى الفتاوى، ولكني أريد الإجابة على هذه الشبهة بالكامل فقد قلتم سيادتكم قبل ذلك فى فتوى أنه حسب الروايتين التي تقول الأولى فيها أن رسول الإسلام عقد على عائشة وهي فى عمر ست سنوات ودخل بها وهي فى عمر تسع سنوات، وحسب الرواية الثانية التي تقول إن رسول الإسلام عقد على عائشة فى سن سبع سنوات ودخل بها وهي في عمر تسع سنوات لا يوجد دليل أو رواية تقول إن رسول الإسلام كان يريد الدخول بها بعد أن عقد له عليها، وأنا الآن أريد أن أسأل هل حسب الروايتين والرواية الأولى منها تقول إن رسول الإسلام عقد على عائشة وهي فى عمر ست ودخل بها وهي فى عمر تسع سنوات، وحسب الرواية الثانية التى تقول إن رسول الإسلام عقد على عائشة وهي فى عمر سبع سنوات ودخل بها وهي فى عمر تسع سنوات هل يوجد دليل على أن رسول الإسلام كان يريد الدخول بها قبل العقد أو بعد العقد أو في أي فترة قبل أن تصل إلى سن تسع سنوات؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يفكر في الدخول بعائشة رضي الله عنها قبل أن يعقد له عليها، فضلا عن أن يعزم على ذلك أو يقصده لأنها قبل العقد أجنبية عليه، وهو صلى الله عليه وسلم قد عصمه الله من الوقوع في المعاصي. والسؤال عن الدليل على تجنبه صلى الله عليه وسلم للوقوع في المحرم في غير محله.
وأما بعد العقد عليها فالأمر على ما ذكرنا لك سابقا من أنه ليس لدينا دليل يثبت أنه كان يريد الدخول بها قبل التاسعة، والحاصل أنه لم يفعل قطعا، وأن الدخول إنما وقع بعد أن صارت مطيقة له.. وعليه فالبحث عن نيته صلى الله عليه وسلم في أمر لم يقع منه واختلاق شبهة من عدم معرفة نيته في ذلك إنما هو من تلبيس الشيطان وتثبيطه عن اعتناق الحق والأخذ به.
وإذا كنت كما ذكرت أنك تقبلت تماما أن الإنجيل محرف، فما الذي يجعلك باقيا على هذا الدين، فقد قلت في بداية سؤالك أنا مسيحي.. فالمنطق والعقل يقتضي ترك الباطل واجتنابه، فكيف ترضى بأن يكون ما هو محرف دينا؟! وقد ذكرنا لك في الفتوى السابقة بعض الفتاوى تبين بطلان المسيحية وكذلك بعض الفتاوى التي توضح أن الإسلام هو الدين الحق فراجعها، وندعوك إلى المبادرة إلى الدخول في الإسلام فهو الدين الحق الذي تتحقق به السعادة في الدارين، ونحسب أن لك عقلا راجحا لن يسلمك إلا إلى الخير.. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18970، 12207، 108347.
والله أعلم.