الطلاق لم يلزمك في جميع ما ذكرت في سؤالك

0 413

السؤال

أرجو منكم إرشادي بعد عقد قراني وقبل الدخول تشاجرت مع زوجتي بسبب تكليمها لأمرأة فقلت لها في غضب لو كلمت فلانة ثاني سأطلقك.
وبعد ذلك قابلت صديقي فأخذنا الكلام إلى الزواج فقلت له إني خطبت يوم كذا، وعقدت قراني يوم كذا، وطلقت يوم كذا، قاصدا ما قلته لزوجتي عن تكليمها للمرأة ليس سبق لسان، ولكن لعدم خبرتي بأحكام الطلاق، ولما ذهبت إلى البيت قرأت أن لفظ طلقت صريح، فاتصلت به وأخبرته أني لم أطلق، ولكن قصدت ما قلته لزوجتي.
كانت زوجتي قد حكت لأختي شيئا خاصا فقالت لي أمي أخبر زوجتك أن لا تحكي الأشياء الخاصة فقلت لها إني اتصلت بها اليوم وقلت لها لو حكيت أمرا خاصة ثانية سأطلقك، وأنا في الحقيقة كاذب لأني لم أتصل بزوجتي وأقول هذا الكلام، وجاءني شك أني قلت بعدها أطلقها على طول، وتحول الشك إلى يقين، ولكن الذي أذكره أني لم أنو طلاقها في الحال، وعندي شك هل نويت أطلقها على طول إذا حكت شيئا خاصا أم لا؟ علما أنها حكت.
إلى هنا كنت لا أعلم أني مريض بالوسواس القهري في الطلاق، وأتعالج حاليا عند دكتور نفسي مسلم، لكن ما حكيته قبل هذا السطر ليس في حال وسواس، وبعد ذلك دخلت على زوجتي، وفي إحدى المرات كنت أقرأ عن الطلاق السني والبدعي، وبعد قراءتي وأنا في الحمام قلت الطلاق السني والطلاق البدعي خلينا في السني. أنت طالق بقصد أن السنة يطلقون هكذا، وليس بقصد إنشاء طلاق على زوجتي، ولم تكن زوجتي في بالي، وفي نفس اليوم تخيلت أن صديقي يسألني عن أخباري فقلت له طلقت وسمعت همس الكلمة. كنت أتحدث مع صديق لي فجاء في نفسي أني قلت له أني مطلق زوجتي، وعندما ذهبت إلى البيت قلت بصوت: كيف سيقول الشخص أنه طلق هكذا أمام الناس؟ قاصدا أني كيف سأقول فعلا أنا ما فعلته أمام الناس بمعنى أني لم أقصد الطلاق نفسه بل قصدت الكلمة كيف سأقول مطلقها أمام الناس..بعد ذلك تخيلت أني أتحدث مع صديق لي بالهاتف وأقول له طلقت ولم أنطق بها وكنت متجها إلى سيارتي، وعندما جلست على الكرسي لفظت طلقت استغرابا بمعنى ما هذا اللفظ الغريب ولم أقصد إنشاء طلاق..كنت في السيارة أقرأ في الموبايل عن أحكام الطلاق فتحرك لساني والشفتان مغلقتان بلفظ الطلاق كما هي مكتوبة مع النية وسمعت ليس صوتي ولكن صوت حروف مكتومة وأقول مع النية لأني تعبت من الوساوس أنا لا أنام ولا آكل وحصل شجار بالعمل بسبب الضغط العصبي وموقوف عن العمل ماذا أفعل؟ أنا لا أريد الطلاق، وعندي ولد عمره 6 شهور، ولكن أعصابي انهارت من الأدوية، أحلم بكوابيس أجد ألفاظ الطلاق على لساني، وأعض عليه، ويحدث كثيرا أني أستيقظ على حركة لساني بالطلاق نفسي تحدثني بالطلاق كثيرا، وهل لفظي لبعض الكلمات التي كتبتها في هذه الرسالة يقع بها طلاق..
بدأت أصلي كدت أجن من وساوس العقيدة والردة كلما نطقت بأي لفظ أسأل نفسي أهو صريح أو كنايه بمعنى أني كنت أناجي الله بالأمس أن يشفيني وقلت يا رب أنا كده بيتي سيخرب و قصدت أن الله يساعدني قبل ما يقع الطلاق، وهل لو جاء في صدري لفظ وقلته مدارسة كي أتوصل للحكم يقع به شيء..أرجوك أنا في عناء شديد أرجو الرد بالتفصيل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل من داء الوسوسة، واعلم بأن خير دواء لها هو الإعراض التام عنها وعدم الالتفات إليها وعدم العمل بمقتضاها.

والذي نؤكد عليه الآن أن الطلاق لم يلزمك في جميع ما ذكرت في سؤالك؛ سواء منه ما حدثت به صديقك عن الطلاق المعلق، أو تخيلت وقوعه، أو حدثت به نفسك في الحمام أو في السيارة، أو نطقت به أثناء مدارسة الطلاق السني أو البدعي، أو كان الشعور بالرغبة في النطق بالطلاق، أو ما كتبته في سؤالك إلى آخره.

كما أن ما أضفته في سؤالك مما قلته لوالدتك في المطبخ، وما ذكرت أنك سمعته من صوت وتحرك لسانك وهو ليس حروفا .... لم يقع الطلاق بشيء منه.

مع التنبيه على أمرين:

1ـ قولك لزوجتك [ لو كلمت فلانة هطلقك ] مجرد وعد فقط ولا يلزمك شيء إذا كلمت زوجتك تلك المرأة التي قصدتها. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 76038.

2ـ وقعت في الكذب في إخبارك أنك اتصلت بزوجتك وأنت لم تتصل بها في حقيقة الأمر فعليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالي من ذلك.

هذا ونؤكد ثانية أن العلاج النافع لمثل حالتك هو الالتجاء إلى الله تعالى والإكثار التضرع إليه والإكثار من ذكره ثم عدم الالتفات إلى الوساوس التي تشعر لأنها من كيد الشيطان ليوقعك في الحرج ويدخل الحزن إلى قلبك فاستعذ بالله تعالى من شر كيده، وراجع الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات