السؤال
هل الساكت عن الحق شيطان أخرس؟ فالمشكلة باختصار: أن جارنا الذي بجانبنا سد المجاري عن الشارع الخلفي والناس لا يدرون، لأنه يمر من حديقة منزله فقام بحفر الأرض والبلاط وكسر المواسير ـ المجاري ـ وغلقها وأعاد البلاط كما كان، والجيران لا يعلمون بهذا الأمر وهم مهددون بطفح المجاري على بيوتهم والكارثة أن أبي عنده علم ولم يعلم الجيران بهذا الأمر خوفا منه،لأنه رجل ظالم ومتسلط وأبي رجل عجوز ولا يقوي عليه، مع العلم أن أبي غير راض عن عمله الشائن وتصرفه اللا إنساني ولهذ فضل السكوت خوفا من المشاكل التي قد تحدث بين الجيران وهم معرضون لكارثة لا محالة خصوصا ونحن في فصل الشتاء، أرجوكم أفتوني، فهل نخبر الجيران بما سيحدث لهم وتقع مشكلة كبيرة بينهم وبين هذا الجار الظالم ونكون نحن السبب في هذه المشكلة، أو نسكت حتى تقع المشكلة؟ وهل لو سكوتنا تفاديا لمشاكل يكون علينا فيه ذنب كبير؟ وهل حرام السكوت في مثل هذا الظرف؟ أفيدونا بالله عليكم فأنا خائفة من ربي أكثر من هذا الظالم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الحال كما ذكرت من فعل هذا الجار ما يضر جيرانه، فلا يجوز السكوت على ذلك، فإن النصيحة للمسلمين واجبة على القادر، قال ابن بطال: والنصيحة فرض يجزئ فيه من قام به، ويسقط عن الباقين.
وقال النووي: وأما نصيحة عامة المسلمين وهم من عدا ولاة الأمر فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وكف الأذى عنهم فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم ويعينهم عليه بالقول والفعل وستر عوراتهم وسد خلاتهم ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص.
فالواجب نصح هذا الرجل بإصلاح ما أفسد وعاد بالضرر على جيرانه، فإن أبى ولم يفد معه النصح، أو كان في نصحه مضرة فالواجب إبلاغ من يقدر على منع هذا الظلم، فإن خيف من وقوع ضرر، أو مفسدة فمن الممكن الإبلاغ دون تعريف شخص المبلغ، كإرسال رسالة من مجهول، أو نحو ذلك.
وأما عن مقولة: الساكت عن الحق شيطان أخرس ـ فراجعي الفتوى رقم:58360.
والله أعلم.