0 318

السؤال

هل تصيب العين مباشرة أم أنها قد تتأخر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعين حق كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما من غير وجه، وتأثير العين في المعين كتأثير الرمي الحسي سواء بسواء، وقد يقوى تأثير العين وقد يضعف، وقد تسرع إصابتها للمعين وقد تبطئ، وذلك بحسب قوة تكيف نفس العائن بالهيئة الخبيثة الموجبة لأذية المعين.

 يقول ابن القيم رحمه الله:  وتأثير الحاسد في أذى المحسود أمر لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسانية، وهو أصل الإصابة بالعين، فإن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة، وتقابل المحسود فتؤثر فيه بتلك الخاصية، وأشبه الأشياء بهذا الأفعى، فإن السم كامن فيها بالقوة، فإذا قابلت عدوها انبعثت منها قوة غضبية، وتكيفت بكيفية خبيثة مؤذية.

فمنها: ما تشتد كيفيتها وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين.

ومنها: ما تؤثر في طمس البصر كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأبتر وذي الطفيتين من الحيات: ( إنهما يلتمسان البصر، ويسقطان الحبل ).

 إلى أن قال رحمه الله: وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة، وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه، أثرت فيه، ولا بد وإن صادفته حذرا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه، وربما ردت السهام على صاحبها، وهذا بمثابة الرمي الحسي سواء، فهذا من النفوس والأرواح وذاك من الأجسام والأشباح. وأصله من إعجاب العائن بالشيء، ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين، وقد يعين الرجل نفسه، وقد يعين بغير إرادته، بل بطبعه. انتهى.

 فإذا علم هذا وعلم أن أمر الإصابة بالعين يتفاوت، فالذي ينبغي للمسلم هو أن يجتهد في إصلاح قلبه وتعاهد نفسه أن يكون مصابا بداء الحسد وهو لا يشعر، وعليه أن يجتهد في توقي سهام الحاسدين بأن يلبس على ما لديه من النعم دروع الشكر ليرد كيد الحاسد خاسئا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة