الإعراض عن الوساوس جملة أعظم وأنفع علاج

0 346

السؤال

هل هذا وسواس؟ أرجو من حضرتكم قراءة سؤالي بكل دقة وبإحساس بحجم المشكلة التي أعيشها بل المصيبة أنني أعاني مند فترة من أفكار لا تتركني حول رمضان، بحيث إني يخيل لي أني في رمضان وأني فعلت شيئا من المفطرات حتى أني سألت أحبائي هل نحن في الشهر الفضيل فسخروا مني منذ حوالي شهر اشتد علي الحال فظللت أفكر أني أفطرت كل رمضان عمدا والله أني لن أستطيع فعل هذا. لكن صوتا في رأسي يقول لي العكس وأنه يجب علي القضاء وإلا غضب ربي عني فأظل أفكر وأحلل لأقنع نفسي بالعكس ولكن الأفكار تغلبني ويشتد الحال.
أحس أني حزينة أخاف أن يعاقبني الله وربي يعلم أني لدي أشياء أهم من هاته الأفكار وهي لا تتركني حتى تدمرني، أريد أن أكون سعيدة أحس أني تعيسة وسأكون تعيسة في آخرتي، وأعاني من وساوس في الوضوء والصلاة حتى قطعتها وكذلك في العقيدة لقد تعبت وأنا مازلت شابة في أول عمري، أشعر بتعب نفسي شديد, لا أدري ماذا أفعل لأطرد هذه الأفكار. هذا الأسبوع اشتدت حدة الأفكار بعد أن شاهدت برنامجا على الشاشة عن نصارى فظللت أفكر أني فعلت ما يفعلون وظللت أراقب يدي من فعل ما يقومون به فاشتد الحال وبدأ يجول في رأسي أني خارج ديني وأني حبطت أعمالي وأنه يجب علي إعادة قضاء دين رمضان مرة أخرى وآخرتي جهنم و بدأت أعيد الشهادتين. استيقظت الصباح وجاءني شتم في ديني أنني أتعذب في داخلي أشك أني نطقت أو فعلت ما يقول رأسي أم لا وأظل أفكر ما مصير أعمالي؟ إني خائفة من أن تحبط أعمالي أشعر أن هاته الأفكار تشتت تفكيري ولم أعد قادرة على التركيز أرجو الرد على رسالتي إني سأصبح مجنونة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأنت أيتها الأخت الكريمة مبتلاة بالوسوسة، وهذا داء عضال من استسلم له وانقاد لما يرد عليه من الوساوس أوقع نفسه في شر عظيم وفسدت عليه دنياه ودينه، وليس لهذه الوساوس علاج أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إلى شيء منها، فعليك أن تعرضي عن هذه الوساوس سواء كانت في الوضوء أو الصلاة أو الصيام، واعلمي أنك قد صمت رمضان ولا يلزمك قضاء شيء من أيامه بمجرد شك طرأ عليك أنك أفطرت، فجاهدي نفسك على طرح تلك الوساوس بالكلية فإنها من الشيطان يلقيها في قلبك ليفسد عليك حياتك وينغص عيشك ويبعدك عن طاعة ربك عز وجل.

 فاجعلي كلما قال لك الشيطان قد أفسدت صلاتك فقولي له لا لم أفسدها بل هي صحيحة، وإن قال لك قد لزمك قضاء رمضان فقولي له بل لا يلزمني شيء من ذلك وصومي صحيح، وهكذا في كل ما يوسوس لك الشيطان به، وكذا الوساوس في أمر العقيدة فأعرضي عنها ولا تلتفتي إليها، واعلمي أنك باقية على الإسلام بحمد الله، وأحسني ظنك بالله وثقي برحمته ولطفه بعباده وأنه أرحم بعبده من الأم بولدها، فإذا فعلت ما ننصحك به من الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إلى شيء منها فإنها ستذهب عنك بإذن الله، وعليك قضاء ما تركته من الصلوات بسبب الوسوسة، فإنها دين في ذمتك لا تبرئين إلا  بقضائها.

 وراجعي للفائدة حول كيفية علاج الوسوسة والتخلص منها الفتوى رقم: 51601 ورقم: 134196.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة