تأخير قضاء الفوائت من صلاة وصيام بسبب المرض النفسي

0 365

السؤال

زوجتي مريضة باكتئاب ذهني حاد يلازمها باستمرار إلا فترات قصيرة، ودائما تأخذ أدوية، وفي جميع الحالات سواء كانت تأخذ أدوية أو لا تأخذ أدوية نومها ثقيل جدا، ونومها يعتبر جزءا من استقرار حالتها بمعنى لو حدث يوم واستيقظت مبكرا تظهر عليها مباشرة أعراض المرض والتوتر وغير ذلك، وهي الآن حامل، وأنا خائف جدا من الأدوية أن تؤثر على الجنين، فهي لا تأخذ أدوية، لكنها مضطربة، ولديها ضعف في التذكر، وتتلفظ بألفاظ ليست من طبيعتها، وكذلك تصرفاتها ليست طبيعية. فمثلا أصبحت مولعة بالمسلسلات وترفض القرآن الكريم وتصلي كنقر الغراب وأحيانا لا تصلي وترجع وتقضي الصلوات، ومر عليها في رمضان الماضي 12 يوما أفطرت فيها بسبب الدورة الشهرية والمرض معا، وهي الآن لا تتذكرها وتقول أنا لم أفطر في رمضان، وكذلك مر عليها من الشهر الماضي يومان كاملان كانت نائمة ببسبب الدواء ولم تصل أي صلاة، وعندما أقول لها ذلك تستهزئ بي ولا تعترف بهذه الصلوات الفائتة، فهل يجوز أن أؤجل موضوع قضاء الصوم وقضاء الصلاة إلى ما بعد الولادة حتى تأخذ الأدوية التي تردها لعقلها وترجع على طبيعتها وعادتها؟ أم أجبرها على الصلاة والصوم، لأن إجبارها سوف يؤذيها ويزيد من حدة مرضها، ولأن الطبيب قال لي عندما تقول كلاما غير صحيح وغير منطقي تعامل معه بحيادية وببساطة؟ فأنا أري أشياء منها تؤذيني، ولكنني أتحملها وأتجرعها وأكتمها بداخلي، لأن أي ردة فعل مني سوف تؤثر عليها سلبيا إضافة إلى أنني أصبحت لا أوقظها لصلاة الفجر خوفا من اضطراب النوم لديها، لأنها إذا استيقظت ولم تنم بعد ذلك بسبب التوتر فسوف تزداد حدة مرضها ولكنها تصلي عندما تستيقظ في وقت متأخر ربما قبل الظهر بدقائق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لزوجتك الشفاء والعافية، وننبهك على أن المصاب بمرض نفسي يعفى له عما يقع بغير اختياره، لأنه في معنى المكره، ولكن ليس لها أن تستبيح المعاصي وتنهمك في المحرمات بحجة المرض النفسي، بل عليها أن تجاهد نفسها ما أمكن للامتثال لشرع الله تعالى، وأما ما سألت عنه مما يتعلق بإلزامها بقضاء الصلوات التي تركتها والأيام التي أفطرتها: فلا يجب عليك إلزامها بذلك، فإن الحامل يجوز لها الفطر في رمضان فجواز ترك القضاء في حقها من باب أولى، ثم إن قضاء الصوم وقته موسع فهو يمتد حتى رمضان التالي، وما دامت معذورة بمرضها فانتظر حتى يعافيها الله ثم بين لها أنه يلزمها قضاء تلك الأيام، والصلوات الفائتة بسبب النوم أو النسيان يرى كثير من العلماء أن قضاءها يجب على التراخي لا على الفور، وما دامت هي غير ذاكرة لهذه الصلوات وكان تذكيرها بها وإلزامها بقضائها يضر بها فانتظر ريثما يتم شفاؤها ـ بإذن الله ـ ثم تنبهها إلى ما يلزمها، وأما صلاة الفجر فعليها أن تحرص على النوم مبكرا ليتسنى لها الاستيقاظ للصلاة، ولا يجب عليك إيقاظها إن كانت غير متعدية بنومها بأن نامت قبل دخول الوقت في قول كثير من العلماء، وبخاصة إن كان يترتب على إيقاظها ضرر، فلو تركتها نائمة لم يكن عليك إثم في ذلك ـ إن شاء الله ـ وانظر الفتوى رقم: 130864في بيان حكم إيقاظ النائم للصلاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة