السؤال
أنا أعمل في شركة في بلد أوروبي، وبمناسبة أعياد الميلاد قامت الشركة بتوزيع علب على الموظفين تحتوي على بعض المأكولات الخاصة بهذه المناسبة بالإضافة إلى زجاجة خمر، ولكي أتحاشى استلام الخمر طلبت من زميل لي غير مسلم أن يأخذ مخصصاتي. فهل علي بذلك إثم؟ وهل كان الأفضل استلام هذه الهدية ثم التخلص منها أو رميها فيما بعد؟ ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل هو جواز قبول هدية الكفار ولو كان ذلك في يوم عيدهم، ولكن لا يجوز أن يقبل منهم ما هو محرم في الشرع كالخمر أو الخنزير أو ما ذبحوه على غير اسم الله.
قال شيخ الإسلام في الاقتضاء: وأما قبول الهدية منهم يوم عيدهم فقد قدمنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أتي بهدية النيروز فقبلها.
وروى ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه أن امرأة سألت عائشة قالت إن لنا أظآرا من المجوس وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا. فقالت: أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ولكن كلوا من أشجارهم.
وقال حدثنا وكيع عن الحكم بن حكيم عن أمه عن أبي برزة أنه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان فكان يقول لأهله ما كان من فاكهة فكلوه وما كان من غير ذلك فردوه .
فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم بل حكمها في العيد وغيره سواء، لأنه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم. انتهى.
وإذا علمت هذا فقبولك لهذه المأكولات جائز ما لم يكن فيها شيء محرم، وأما قبولك للخمر فلم يكن جائزا، وكان الواجب عليك أن تعلمهم أنك لا تقبل الخمر؛ لأن دينك يمنعك من تعاطيها وأن تردها عليهم، وأما توكيلك زميلك في أخذ هذه المخصصات فلا يزيل عنك التبعة؛ لأنك قد قبلت هذه الهدية بذلك، فإن الوكيل يقوم مقام الموكل، فعليك أن تستغفر الله تعالى من هذا الأمر، وألا تقبل منهم هدية محرمة فيما يستقبل لا بنفسك ولا بوكيلك.
والله أعلم.