السؤال
سؤالي هو: عن فتاة تبلغ من العمر الآن 21 عاما، وعندما بلغت أي عندما آتاها الحيض أول مرة كانت في الثانية عشرة من عمرها وحينها لم تخبرها والدتها أن الطهارة من الحيض هي عند ظهور القصة البيضاء ولكن هذه الفتاة ما إن ينقطع الدم عنها حتى تغتسل وتؤدي عباداتها إلى ما قبل سنة تقريبا، أو أقل عرفت وبالصدفة أن الطهارة تكون بظهور القصة البيضاء فقد كانت في السابق قبل علمها تغتسل على 4 أو 5 أيام أما الآن فرأت أن القصة البيضاء تأتيها بعد 7 أو 8 أيام أي أن الفتاة كانت تغتسل بعد انقطاع الدم ثم تصلي وتصوم ثم بعد يومين، أو ثلاثة أيام ترى القصة البيضاء، لكنها لا تغتسل وتواصل القيام بالصلاة والصيام على هذه الحال، وسؤالي هو: ما حكم الصلوات التي صلتها والصيام الذي صامته باعتبارها نجسة وواجب عليها الغسل وهي لم تعلم طيلة هذه السنوات أي حوالي 8 سنوات؟ أرجو من حضرتكم الإجابة على هذه الفتوى، لأنها مهمة ودائما ما تؤرقني فإنني أخاف أن يقبض الله روحي وأنا على إثم من ذلك؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الطهر يحصل بإحدى علامتين ـ وهما القصة البيضاء، أو الجفوف ـ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 41138فراجعيها.
والذي ظهر من السؤال أن السائلة كانت ترى الجفوف، وعليه فما كانت تفعله من الاغتسال فور رؤية الطهر وعدم الانتظار حتى ترى القصة البيضاء هو الصواب الذي يجب عليها فعله، فإن المرأة تعرف الطهر بإحدى علامتين، إما الجفوف، وإما القصة البيضاء فأيتهما وجدت أولا لزم المرأة أن تغتسل وتصلي، ولا تنتظر من رأت الجفوف حتى ترى القصة، بل إنها تبادر بالاغتسال ولها جميع أحكام الطاهرات، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 142801، 138969، 135974.
وبناء على ما مر، فليس على هذه الفتاة قضاء شيء من الصلوات التي صلتها بعد رؤية القصة البيضاء ولا قضاء شيء من الأيام التي صامتها قبل رؤية القصة البيضاء، وذلك لأنها برؤية الجفوف صارت طاهرا ولها جميع أحكام الطاهرات، ولكنها إن كانت في الفترة الأخيرة قد أخرت الغسل لحين رؤية القصة البيضاء فقد أخطأت في ذلك ويلزمها قضاء صلوات تلك الأيام التي تركت صلاتها بعد رؤية الطهر بالجفوف، وفي لزوم القضاء لها والحال هذه خلاف مبين في الفتوى رقم: 125226.
والأحوط القضاء وهو قول الجمهور.
والله أعلم.