حكم صلاة من لا يحسن الفاتحة وهل يكتفي بها دون ما سواها

0 394

السؤال

أود أن أستفسر كيف يصلي من لايعرف القراءة ولا الكتابة؟ أعني الإنسان الأمي، فمثلا: أمي لم تتعلم قط في المدارس إضافة إلى أنها لاتجيد التحدث بالعربية، لأنها من الأمازيغ استمعت إليها ذات مرة فوجدتها تحذف أحرفا، بل وكلمات أثناء قراءتها سورة الإخلاص فيختلف معنى الآيات تماما إلى شيء لا يليق، بل قد يفهم منه الشرك ـ عياذا بالله ـ حاولت معها أن تتعلم أي سورة أخرى من قصار السور فشق ذلك علي وعليها فطلبت منها أن تصلي بالفاتحة فقط، لكن المشكلة أنها تخطئ فيها أيضا فمثلا في الآية ـ غيرالمغضوب عليهم ـ تنطق حرف النون مكان الميم في عليهم وكذلك في ـ ولا الضالين ـ تنطق الميم بدل النون في الكلمة وحتى في هذا لم أفلح وأعلمها رغم المحاولة الآن، وسؤالي: كيف تصلي والدتي، أو أي مسلم في مثل ظرفها؟ وهل يكتفي فقط بتلك الآيات التي يحفظها من الفاتحة؟ أم كيف؟ وهل علي إثم حين نصحت أمي أن تكتفي بالفاتحة فقط في صلاتها للأسباب التي ذكرت سابقا؟ أرجو أن تفتونا في أقرب فرصة لأهمية الأمر، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على كل مسلم أن يتعلم قراءة الفاتحة على وجهها، فإن الصلاة لا تصح إلا بها, فإن عجز عن تعلمها على وجهها وكان يلحن فيها لحنا جليا فصلاته صحيحة، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها, وما دامت أمك ممن إذا علم لم يتعلم فصلاتها صحيحة ـ إن شاء الله ـ ولا شيء عليها, قال النووي ـ رحمه الله: الأمي من لا يحسن الفاتحة بكمالها سواء كان لا يحفظها, أو يحفظها كلها إلا حرفا, أو يخفف مشددا لرخاوة في لسانه، أو غير ذلك, وسواء كان ذلك لخرس، أو غيره فهذا الأمي والأرت والألثغ إن كان تمكن من التعلم فصلاته في نفسه باطلة, فلا يجوز الاقتداء به بلا خلاف, وإن لم يتمكن بأن كان لسانه لا يطاوعه، أو كان الوقت ضيقا, ولم يتمكن قبل ذلك فصلاته في نفسه صحيحة.

ولتنظر الفتوى رقم: 113626

وليس عليك إثم في أمر أمك بالاقتصار على الفاتحة, بل هذا هو الأولى لها, قال في شرح المهذب: قال إمام الحرمين: ولو قيل ليس لهذا اللاحن قراءة غير الفاتحة مما يلحن فيه لم يكن بعيدا، لأنه يتكلم بما ليس قرآنا بلا ضرورة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة